قال ناشطون سوريون إنهم عثروا على أكثر من 45 جثة قتل أصحابها طعنا بأدوات حادة ومن ثم تعرضت أجسادهم للحرق في مدينة حمص، معظمهم من النساء والأطفال، وبينما اتهمت وسائل الإعلام الرسمية من وصفتهم ب”المجموعات الإرهابية” بالوقوف خلف عملية القتل، أصدر المجلس الوطني المعارض بياناً دعا فيه العالم للتحرك لوقف “الإبادة.” وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي تكتل لمجموعات معارضة تقوم بتوثيق الأحداث الميدانية في سوريا، إن معظم القتلى من النساء والأطفال، وقد وقعت عمليات القتل في حي كرم الزيتون بالمدينة، وقال هادي العبدالله، الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية، إن الهجوم وقع خلال مداهمة “الجيش وعصابات الشبيحة للمنطقة.” واتهمت لجان التنسيق القوات الموالية للرئيس بشار الأسد بتنظيم الهجوم، وقالت إن القتلى هم جزء من حصيلة الخسائر البشرية في البلاد الأحد، والتي بلغت 108 قتلى، وجرى عرض تسجيلات فيديو للجثث عبر مواقع الانترنت. وتحت عنوان “آن لضمائر العالم أن تتحرك على وقع جرائم العصر في حمص” أصدر المجلس الوطني السوري بيانا جاء فيه أنه في “ظل عجز بعض العالم وصمت آخرين يرتكب النظام الأسدي المجرم مزيداً من عمليات القتل والإبادة، مستهدفاً من جديد الأطفال والنساء بشكل وحشي لا يمكن أن تقدم عليه إلا فئة انتزع من قلبها كل ما يمت إلى الإنسانية بصلة.” ووصف المجلس ما جرى في حيي كرم الزيتون والعدوية المجاورة بأنه “جريمة مروعة” وذهب ضحيتها “قرابة خمسين طفلاً وامرأة بعد جرائم مماثلة ارتكبت في معظم أحياء المدينة، تقدم دليلاً إضافياً على أن هذا النظام ومسؤوليه هم فئة ضالة مجرمة، مصيرهم محكمة الجنايات الدولية بوصفهم مجرمو حرب.” ودعا المجلس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى “تحرك دولي فاعل،” وحض مجلس الأمن على “اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات الإبادة مهما كانت طبيعتها بما في ذلك التدخل العاجل والحازم لردع النظام بكل الوسائل التي تمنع استخدامه لآلة الموت والقتل والتدمير.” واتهم المجلس الدول التي تساند النظام السوري بأنها “تشاركه المسؤولية عن أفعاله وجرائمه،” وطالب دول العالم كافة “أن تتخذ الموقف الذي تقتضيه مسؤوليتها السياسية والأخلاقية في نصرة الشعب السوري ووقف القتل والإبادة، والتحرك السريع لإقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين السوريين وخاصة مدينة حمص المنكوبة.” بالمقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر إعلامي لم تذكر هويته قوله إن صور الجثث التي تعرضها بعض الفضائيات هي “من جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة بحق الأهالي الذين اختطفتهم وقتلتهم في حمص،” واتهم المصدر “مجموعات إرهابية مسلحة” بخطف الأهالي في بعض أحياء حمص وقتلهم والتمثيل بجثامينهم. وقال المصدر إن تلك الجماعات تصور الجثث “لوسائل إعلام بهدف استدعاء مواقف دولية ضد سوريا،” واتهم بعض وسائل الإعلام العربية بأنها “تشارك المجموعات الإرهابية المسلحة جرائمها” على حد تعبيره.