تستغرب الكاتبة بشائر محمد بصحيفة “الوطن” كيف لا يمنح البرنامج السعودي في الطب إجازة أمومة للطبيبات، وقالت إنها لا تجد تفسيرًا مقنعًا لهذا الأمر، وكأن القائمين على هذا البرنامج يريدون أن يقولوا للطبيبة تخلي عن حلم الأمومة المؤجل وانسيه تمامًا.تقول بشائر محمد “يريدون أن يقولوا للطبيبة تخلي عن حلم الأمومة المؤجل وانسيه تماما، هذه الطبيبة التي قضت سنوات دراستها الممتدة جدا، تحمل بين جنبيها حلم الأمومة، تهدهده حتى يحين وقته، وتتمكن من الحصول على شهادتها التي ستهديها لوطنها بكل فخر، فإذا بها تفاجأ بمن يحاول مصادرة حقوقها كزوجة وأم، فإما أن تكون أما وإما أن تكون طبيبة، أليس من حق الطبيبة أن تكون أمّاً في ذات الوقت؟ وأن تحصل على أبسط حقوقها في التمتع بإجازة أمومة مثلها مثل باقي الأمهات العاملات في كل مجال؟!”. لمطالعة المقال: صرف بدل موانع حمل للطبيبات تواجه النساء العاملات أو الموظفات نفس المشاكل تقريبا، والتي تتعلق في مجملها بكون هذه المرأة زوجة أو أما، أو لديها ارتباط أسري آخر، مثل كونها ترعى أما عاجزة أو أبا مريضا أو طفلا معاقا، بالإضافة إلى متاعبها المتعلقة بالوظيفة نفسها، وكثيرا ما نسمع أو نقرأ عبر وسائل التواصل المختلفة عن شكاوى الموظفات الأسرية الكثيرة، خاصة في ظل زوج يلقي بمسؤولية البيت والأطفال على كاهل المرأة، ويرى أنها مسؤوليتها الأساسية ومن بعدها تأتي الوظيفة، لكن المثير للاستغراب من وجهة نظري هو كون النساء الطبيبات أقل النساء العاملات تشكّيا وتظلما ومطالبة، رغم أن الطبيبة ملتزمة بساعات عمل طويلة لا تنتهي بانتهاء الدوام الرسمي، فالمترددون على المستشفيات يستطيعون التعرف على مشاكل الممرضات مثلا (الوظيفية وغيرها) من كثرة البوح بها والحديث عنها فيما بينهن وعلى مسامع المرضى أحيانا، بينما تقضي الطبيبة الكثير من الأيام والليالي بعيدة عن أسرتها في المستشفى مناوبة، مثلها مثل الطبيب الرجل تماما، دون تضجر أو ملل، ربما لأنها لا تملك وقتا للشكوى لازدحام وقتها بالمهام الملقاة على عاتقها، وهي بذلك تضرب أروع مثال في الصبر والتضحية، وتثبت أنها هبة الإنسانية، لكن أن تكافئ (الهيئة السعودية للتخصصات الصحية) إنسانية الطبيبات السعوديات بالجحود والأنانية، فهذا كثير جدا، فغريب ألا يمنح البرنامج السعودي في الطب إجازة أمومة للطبيبات، ولا أجد تفسيرا مقنعا لهذا الأمر، وكأن القائمين على هذا البرنامج يريدون أن يقولوا للطبيبة تخلي عن حلم الأمومة المؤجل وانسيه تماما، هذه الطبيبة التي قضت سنوات دراستها الممتدة جدا، تحمل بين جنبيها حلم الأمومة، تهدهده حتى يحين وقته، وتتمكن من الحصول على شهادتها التي ستهديها لوطنها بكل فخر، فإذا بها تفاجأ بمن يحاول مصادرة حقوقها كزوجة وأم، فإما أن تكون أما وإما أن تكون طبيبة، أليس من حق الطبيبة أن تكون أمّاً في ذات الوقت؟ وأن تحصل على أبسط حقوقها في التمتع بإجازة أمومة مثلها مثل باقي الأمهات العاملات في كل مجال؟! أتمنى أن لا تضطر الطبيبات إلى تسيير حملة حقوقية للمطالبة بالكثير من حقوقهن المشروعة، التي منعن منها دون أسباب مقنعة.