تحقيق حلم واحد أحيانا ينتج منه فشل أحلام أخرى وتحويلها إلى سراب، تلك المقولة هي أصدق ما يعبِّر عن حالتي ومعاناتي في الحياة، فمن يصدق أن طبيبة ناجحة يُشار إليها بالبنان في مهنتها، ترفع المعاناة عن مرضاها، وتحاول بعث الابتسامة من جديد إلى شفاههم، تفشل في إيجاد العلاج المناسب لها.. مرضي هو (العنوسة)، ويبدو أني وصلت إلى مراحله الأخيرة دون أمل في الشفاء (الزواج). عندما كنتُ طالبة في كلية الطب كنتُ أبتسم من همسات زميلاتي وخوفهن من ذاك الشبح (العنوسة)، وأقول في نفسي الزواج قسمة ونصيب، وبالتأكيد سيأتي نصيبي؛ فأنا دكتورة متعلمة ومثقفة وجميلة.. ما الذي ينقصني حتى لا أتزوج؟.. لكني لم أعرف وقتها أن المجتمع الذي يحتفي بي كطبيبة لا يقبل بي كزوجة، ولا يرضى أن أكون أُمّا لأطفال يرى أن أمهم تبيت خارج منزلها في مناوبات عملها الضرورية. ما ذنبي إن كنت أريد أن أساهم في خدمة ذاك المجتمع نفسه؟.. علمت متأخرة أنني حصلت على لقبين متلازمين بعد تخرجي من الطب: أولهما طبيبة، وثانيهما عانس.