ألقى عدم انعقاد الجمعية العمومية لنادي مكةالمكرمة الأدبي الذي كان مقررا مساء السبت الماضي بظلاله على المجتمع الثقافي المكي وتباينت الآراء حول أسباب العزوف عن حضور الجمعية ودور المجلس الحالي في ظل استقالة ثلاثة من أعضاء مجلس الإدارة وهم: عبدالله الشهراني وعبدالله فدعق ونبيل خياط، واستقالة رابعة محتملة للرئيس السابق أحمد المورعي. وبدا لافتا حنق عدد من أعضاء الجمعية العمومية على الوضع الذي يفسره فراس عالم بقوله: إن عدم تسديد عدد من الأعضاء رسوم العضوية عائد إلى أمرين أولهما أن البعض انضموا للجمعية العمومية من أجل التصويت أو الانتصار لتيار على حساب آخر وهؤلاء فئة قليلة والبعض الآخر أصابهم الإحباط نتيجة عدم اهتمام مجلس الإدارة بتفعيل الأنشطة وتحويل النادي إلى فرع لكلية اللغة العربية جامعة أم القرى و80% من المحاضرات هي محاضرات أكاديمية بحتة لا تلبي طموح المثقف العادي. فيما ذهب صلاح القرشي إلى أن أعضاء وعضوات الجمعية صدموا بالمجالس المنتخبة ليس في نادي مكةالمكرمة وحده وإنما في كل الأندية الأدبية، حيث سيطر الأكاديميون على الأندية الأدبية وحولوها من مؤسسات ثقافية إلى كليات علمية بحتة ولذلك عزف المثقفون عن الأندية الأدبية. وهو ما خالفته فيه بدرية فهمي التي رأت أن نشاط النادي في الفترة الماضية كان جيدا وكان هناك حراك ثقافي وفعاليات جيدة وأن المجلس الحالي يحتاج الى مزيد من الوقت ليؤدي دوره في خدمة النشاط الثقافي، مشيرة إلى أن عزوف المثقفات عن حضور الجمعية عائد لظروف وطبيعة عمل المرأة فالجمعية عقدت في الساعة العاشرة مساء وهذا التوقيت قد لا يناسب شريحة كبيرة من النساء وهن يشكلن 40% من أعضاء الجمعية العمومية. وأوضحت خلود الصاعدي أن النادي يقدم جهودا جيدة حاليا من خلال العديد من الفعاليات لكن المجتمع يعيش أزمة وانشغالا بأمور غير الثقافة لذلك يكون التواصل مع النادي ضعيفا من بعض الشرائح غير المعنية بالثقافة. وهو ما يؤكده عضو مجلس الإدارة الدكتور عدنان الحارثي، ذاهبا إلى ما هو أعمق قائلا: المجتمع يعيش أزمة ثقافة تتجاوز الأندية الأدبية إلى العزوف عن العلم والمعرفة ولك أن تعرف عدد المكتبات في مكةالمكرمةوجدة على سبيل المثال مقارنة بالمحلات التجارية الأخرى مشيرا إلى أن وجود ثورة معلوماتية وقنوات معلومات جديدة (الإعلام التواصلي) والتي تطرح فيها الآراء بحرية وشفافية يتطلب من الأندية الأدبية الخروج من أنشطتها التقليدية إلى العالم الافتراضي الجديد، مشددا على تضافر الجهود من مختلف الشرائح لنشر العلم والمعرفة في المجتمع.