أقر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس بهزيمته في انتخابات الرئاسة الفرنسية، أمام الاشتراكي فرنسوا هولاند، وأجرى اتصالا بخصمه وهنأه على الفوز، شاكرا الفرنسيين الذين انتخبوه للسنوات الماضية. وبذلك فإن الشعب الفرنسي قد اختار هولاند كأول رئيس اشتراكي للبلاد منذ 17 عاما مما قد يعني تحولا نحو اليسار في قلب أوروبا. وفيما يعتبر نيكولا ساركوزي، الزعيم الأوروبي الحادي عشر الذي تطيح به الأزمة الاقتصادية فإن من شأن فوز هولاند المضي قدما في تعهده بوقف موجة إجراءات التقشف التي تقودها ألمانيا. ------------------------------------------------------------------------ أقر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بهزيمته في انتخابات الرئاسة الفرنسية، أمام الاشتراكي فرنسوا هولاند، وأجرى اتصالا بخصمه وهنأه على الفوز، شاكرا الفرنسيين الذين انتخبوه للسنوات الماضية. وكانت تقديرات أربع مؤسسات استطلاع أشارت إلى فوز الاشتراكي فرنسوا هولاند في انتخابات الرئاسة الفرنسية التي جرت أمس، جامعا ما بين 52 و53,3% من الأصوات في الدورة الثانية من هذه الانتخابات. وأفادت مؤسسات "سي أي أي" و"تي إن إس سوفريس" وآيبسوس، أن هولاند حصل على 52% من الأصوات مقابل 48% لمنافسه الرئيس نيكولا ساركوزي. في حين أن تقديرات مؤسسة هاريس إنتراكتيف أعطت هولاند ما بين 52,7 و53,3%.وبذلك اختارت فرنسا هولاند كأول رئيس اشتراكي للبلاد على ما يبدو منذ 17 عاما وسط احتفالات الاشتراكيين مما يعني تحولا نحو اليسار في قلب أوروبا يؤذن بالتصدي لإجراءات التقشف التي تقودها ألمانيا. وبذلك يكون نيكولا ساركوزي، الزعيم الأوروبي الحادي عشر الذي تطيح به الأزمة الاقتصادية. ومن شأن فوز هولاند المضي قدما في تعهده بوقف موجة إجراءات التقشف التي تقودها ألمانيا والتي أثارت احتجاجات في جنوب أوروبا الأسبوع الماضي وتجعله يعيد التركيز على سياسة اقتصادية تعتمد على تعزيز النمو. وأدلى هولاند بصوته في جولة الإعادة في بلدة تول بوسط فرنسا والتي عمل رئيسا لبلديتها لسبع سنوات حيث قام بمصافحة وتقبيل ناخبين يعرفه الكثير منهم معرفة شخصية. وقال لرويترز في وقت لاحق بينما كان يتناول الطعام في مطعم محلي يكتظ بسكان تول "أنا واثق. أنا متأكد". واستقبل ساركوزي بعاصفة من التهليل عندما وصل للإدلاء بصوته في مدرسة بأحد أحياء باريس بالقرب من منزل زوجته كارلا بروني. وهتف أنصاره قائلين "سنفوز" بينما كان الزعيم المحافظ يشد على أيدي أنصاره.وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها في الثامنة صباحا (السادسة بتوقيت جرينتش) لاستقبال 46 مليونا من الناخبين المسجلين وبقيت مفتوحة حتى السادسة مساء (الثامنة بتوقيت جرينتش) في معظم الأماكن. لكن التصويت سيمتد لمدة ساعتين إضافيتين في المدن الكبرى. وأظهرت الأرقام التي نشرتها وزارة الداخلية أن 72% من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم بحلول الساعة الخامسة مساء رغم الطقس الممطر في معظم أنحاء فرنسا. وكانت نسبة الإقبال على التصويت قد بلغت 70.6% في نفس الوقت من الجولة الأولى التي أجريت في 22 أبريل الماضي.ونشرت توقعات جديرة بالثقة عن النتائج بناء على فرز جزئي للأصوات بمجرد إغلاق آخر مراكز الاقتراع. وتجازف وسائل الإعلام التي تنشر نتائج استطلاع آراء الناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع أو نتائج جزئية قبل ذلك بدفع غرامات والتعرض لإجراءات قانونية.واحتفظ هولاند بتقدم ثابت لأسابيع بعد أن عرض برنامجا شاملا في يناير الماضي يقوم على زيادة الضرائب خاصة على أصحاب الدخول المرتفعة لتمويل الإنفاق والسيطرة على العجز العام.ويستفيد هولاند في جوانب كثيرة من برنامجه الانتخابي من موجة من المشاعر المناهضة لساركوزي ترجع في جزء منها إلى أداء الرئيس المنتهية ولايته الذي يوصف بأنه استعراضي ويظهر غرورا من حين إلى آخر فضلا عن الغضب من الأزمة الاقتصادية التي أضرت بزعماء بدءا من بريطانيا وانتهاء بالبرتغال.