تراجعت الدعوات الجمهورية لاختيار كوندوليزا رايس في موقع نائب الرئيس على بطاقة ميت رومني في انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر المقبل لتفسح المجال بذلك لخيارين يبدوان الآن الأكثر ترجيحا. الأول هو ريك سانتروم الذي كان المنافس الأساسي لرومني في التصفيات الجمهورية، والثاني هو ماركو روبيو عضو مجلس الشيوخ عن فلوريدا. وكان بعض قيادات الحزب الجمهوري قد بحثوا اختيار رايس في الموقع الثاني بسبب خبرتها في السياسة الخارجية وشؤون الأمن القومي وفي خبرة اكتسبتها من إدارة الرئيس السابق جورج بوش. بيد أن مستشاري رومني استبعدوا الفكرة بسبب استناد الرئيس باراك أوباما في حملته على المقارنة بين إقدام بوش على حرب العراق وعلى غزو أفغانستان بدون استراتيجية واضحة للخروج، وبين موقفه بسحب القوات الأميركية من العراق وتحديد موعد لسحبها من أفغانستان وهما قراران لقيا دعما كبيرا من الناخبين الأميركيين. وينتمي سانتروم للتيار المسيحي المتشدد في الحزب الجمهوري وهو أمر قد يتيح له كسب دعم هذه الفئة من الأميركيين في الولايات الجنوبية والوسطى. فضلا عن ذلك فإنه كاثوليكي أي أن هناك فرصة أيضا لتوسعة دعم رومني في صفوف تلك الطائفة من الأميركيين. أمّا روبيو الذي ترجح كفته قليلا عن كفة سانتروم في المنافسة على الموقع الثاني في البطاقة الانتخابية الجمهورية في نوفمبر فإنه ينتمي إلى الأقلية اللاتينية الكبيرة والمؤثرة لاسيما في ولايات الجنوب. وتلك هي الجالية التي تنتمي إلى المهاجرين من بلدان أميركا اللاتينية. ويمكن أن يؤدي اختياره إلى كسب أصوات أغلبية أبناء تلك الأقلية الكبيرة. فضلا عن ذلك فإن روبيو ينتمي إلى ولاية فلوريدا التي تعد واحدة من الولايات التي يمكن أن تحسم الانتخابات المقبلة على نحو ما فعلت بين جورج بوش وآل جور في عام 2000. كما أنه أحد أعضاء حزب الشاي اليميني المناهض للرئيس أوباما.إلى ذلك أطلقت ميشال أوباما زوجة الرئيس الأميركي باراك أوباما رسميا أمس حملته الانتخابية، أمام حشد هائل من المؤيدين الذين أوصلوه إلى البيت الأبيض قبل أربعة أعوام تحت شعار "مستعدون للانطلاق"، وذلك بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من المعارك السياسية مع الحزب الجمهوري، والأزمة الاقتصادية الأسوأ منذ ثلاثينات القرن الماضي، والتي طغت على فرحة فوزه التاريخي في انتخابات 2008.