حسم انسحاب المرشح المحافظ ريك سانتوروم من سباق الجمهوريين، المنافسة على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لمصلحة حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني الذي يواجه الرئيس الديموقراطي باراك أوباما في حملة تتصدرها العناوين الداخلية خصوصاً في الشأن الاقتصادي، ويحمل فيها الرئيس الأميركي أفضلية في الولايات الحاسمة وبين الأقليات. وأتى انسحاب سانتوروم لدواعٍ عائلية بسبب مرض ابنته بيلا البالغة من العمر ثلاث سنوات، لينهي ولو في شكل غير رسمي السباق الجمهوري، وكونه كان المنافس الأشرس أمام رومني المتفوق عددياً ومادياً في عدد المندوبين والذي يقترب أكثر من جمع أصوات ال1144 مندوباً وهو العدد المطلوب قبل حزيران (يونيو) المقبل لانتزاع اللقب. وأنهى سانتوروم حملة انتخابية استثنائية خرق فيها التوقعات وتمكن من خلال قدرات مادية محدودة لحملته من الفوز بأكثر من ست ولايات وحصد شعبية واسعة داخل الحزب وخصوصاً في أوساط القاعدة اليمينية، التي تأمل في ترشحه مجدداً في عام 2016 وفي حال فوز أوباما في ولاية ثانية. ومع انسحاب سانتوروم، تبدو طريق الفوز شبه ممهدة أمام رومني لانتزاع اللقب ومنافسة أوباما، وهو ما تدركه الحملتان والمؤسستان الحزبيتان الديموقراطية والجمهورية وما انعكس في الهجوم الإعلامي المتبادل بين ماكينة رومني والماكينة الديموقراطية. وتتصدر القضايا الاقتصادية عناوين الحملتين، وفي ظل محاولة أوباما ربط الثري رومني بإطار نخبوي أقرب إلى الشركات والطبقة الثرية، في مقابل تحميل الأخير الرئيس الأميركي مسؤولية التعافي البطيء للاقتصاد الأميركي والعجز المتزايد في الموازنة والبطالة على رغم انخفاض نسبتها إلى 8,2 في المئة. وأعطى استطلاع ل «واشنطن بوست» وقناة «أي بي سي»، أفضلية لأوباما على رومني وبنسبة 51 في المئة في مقابل 44 لرومني، كما يحظى الرئيس الأميركي بشعبية في ولايات حاسمة غرباً مثل كولورادو ونيومكسيكو وفي أوهايو (وسط) وفلوريدا (جنوب). غير أن انسحاب سانتوروم سيعني تفرغ رومني وحملته لمهاجمة أوباما. ويستفيد الرئيس الأميركي من دعم نسائي قوي لحملته وأيضاً من الأقليات اللاتينية والأفريقية - الأميركية، ما قد يدفع رومني إلى اختيار نائب رئيس من هذه الفئة مثل السيناتور مارك روبيو (من أصل كوبي) أو النائب آلن ويست (أفريقي - أميركي) أو حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية نيكي هايلي.