حالات من الذهول والحيرة أصابت المواطن محمد العبدالله وهو يرصد ارتفاع عدد متابعي أحد الشخصيات البارزة المضافين في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إلى 150 ألفاً في أقل من 3 أيام. فهو لم يصدق ما ترى عيناه من ارتفاع كبير في عدد المتابعين، مؤكداً استحالة حصول هذا الأمر مع أي مشترك في "تويتر" من دون عمل جبار. لكن ما لا يعرفه محمد وكثيرون سواه من المغردين، أن هذا العمل الجبار يبذله فريق متكامل من المحترفين والملمين بخدمات الإعلام الجديد، وهم موظفون في شركات علاقات عامة تتعاقد مع مشاهير ودعاة، لبناء أسمائهم وإعطائهم جماهيرية "وهمية" في عالم شبكات التواصل الاجتماعي ك "فيس بوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، مقابل مبالغ مالية. يقول مسؤول في إحدى شركات العلاقات العامة: لم يعد سراً بين مسؤولي شركات العلاقات العامة التعاقد مع أسماء معروفة لقاء مبالغ مالية تصل في بعض الأحيان إلى ربع مليون ريال، موضحاً أن المشاهير والدعاة ورجال الأعمال وحتى الإعلاميين يتجهون إلى مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة زيادة إقبال عامة الناس على مثل هذه المواقع. ويشير إلى أن كلفة التعاقد تبدأ من 20 ريالاً يومياً وصولاً إلى 100 ريال وذلك بحسب اسم الشخص والميزات التي طلبها، وفق خطة لإشهار اسمه، سواء عبر زيادة علامات الإعجاب والردود على ما يكتبه في فيس بوك، أو زيادة متابعيه في تويتر، وذلك عبر استغلال نحو 500 ألف معرف على مواقع التواصل الاجتماعي تخص الشركة بأسماء وهمية. ------------------------------------------------------------------------ بدأت بعض شركات العلاقات العامة تتجه نحو مرحلة جديدة من التعاقدات مع مشاهير ودعاة مقابل مبالغ مالية لبناء أسمائهم وإعطائهم جماهيرية مصطنعة في عالم شبكات التواصل الاجتماعي"فيس بوك" و"تويتر". ويقول مسؤول بإحدى شركات العلاقات العامة - تحتفظ "الوطن" باسمه -: لم يعد سرا بين مسؤولي شركات العلاقات العامة التعاقد مع أسماء معروفة لقاء مبالغ مالية تصل في بعض الأحيان إلى ربع مليون ريال. وقال إن اتجاه المشاهير والدعاة ورجال الأعمال وحتى الإعلاميين إلى مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل "فيس بوك" و"تويتر" و"يوتيوب" جاء نتيجة زيادة إقبال عامة الناس على مثل هذه المواقع. أما طبيعة التعاقد مع هؤلاء فتكون بناء على تكاليفه واسم الشخص طالب التعاقد، حيث تبدأ من 20 ريالا في اليوم الواحد لعامة الناس، و50 ريالا في اليوم لرجال الإعلام والأعمال، وصولا إلى 100 ريال للدعاة، وتزيد حسب طلب العميل لمميزات أخرى. وأوضح أن التعاقد على تقديم خدمات الترويج لمعرفات الأشخاص المتعاقد معهم، يشمل بناء خطة يتفق عليها مع العميل، حيث يزور أحد موظفي الشركة العميل في منزله ويطلعه على الخطة التي تم بناؤها لإشهار اسمه، سواء عبر زيادة علامات الإعجاب والردود على ما يكتبه في فيس بوك، أو زيادة متابعيه في تويتر، وذلك عبر استغلال نحو 500 ألف معرف على مواقع التواصل الاجتماعي تخص الشركة بأسماء وهمية، وأن وضع علامات الإعجاب أو المتابعة من قبل هذا العدد الكبير من الأعضاء الوهميين، يؤدي إلى ضخ كم هائل من المتابعين والمعجبين للشخص المتعاقد معه. وحول الطرق التي تتبعها الشركة لعدم كشف التعاقد مع الشخصيات، أوضح أنه لا يمكن بأي حال كشف هذه الطرق من قبل عامة الناس، مستثنيا من أسماهم بخبراء الفيس بوك وتويتر. كشف عن أنه في حالات محددة يمكن كشف هذه الإجراءات، وهي الزيادة القوية في أعداد الردود أو المتابعين في وقت قصير، مقارنة بتوقفها في أوقات أخرى. وكشف المسؤول، أن الكثير من المشاهير والدعاة والمسؤولين في قطاعات هامة، يعملون على التعاقد معهم لإدارة حساباتهم وزيادة عدد المعجبين بمواضيعهم المطروحة، من خلال المعرفات والصفحات الشخصية التي تمتلكها شركته، حيث يعمل عدد من الموظفين على إدارة مجموعة كبيرة من المعرفات لكل منهم، ويتم إعداد برنامج زمني لكل موظف وتكليفه بمهام عمل مجدولة، يحاسب عليها في حالة عدم تنفيذها بالشكل المطلوب. ويتساءل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن أسباب زيادة أعداد المعجبين أو المتابعين لمعرفات بعض الشخصيات المعروفة، ويقول المواطن محمد العبدالله المتابع للمواقع الاجتماعية إن شخصا بارزا زاد عدد المضافين في صفحته الخاصة على "تويتر" 150 ألف متابع في أقل من 3 أيام فقط، مشيراً إلى أن ذلك لا يمكن حدوثه ما لم يكن هناك عمل جبار يبذله فريق متكامل من المحترفين والملمين بمواقع التواصل الاجتماعي.