أثار ظهور مواقع رسمية، ومعلنة لبيع أصوات ومتابعين في مواقع التواصل الاجتماعية (تويتر، فيس بوك) الشكوك حول الأعداد الحقيقية المعلنة للمتابعين لعدد من الشخصيات في مختلف المجالات.. والتي تجاوز بعضها المليون متابع، في حين أن كثيرا من النجوم الجماهيريين في الفن والثقافة لم يتجاوزوا حاجز الخمسين ألفا، ومنهم الفنان عبدالمجيد عبد الله الذي يبلغ عدد متابعيه 13 ألف متابع فقط، والفنان ناصر القصبي الذي لم يتجاوز 38 ألف متابع حتى الآن، والدكتور عبدالله الغذامي الذي لم يبلغ عدد متابعيه حتى هذه اللحظات 46 ألف متابع، وهذا يضع علامة استفهام كبيرة إذا ما قارنا بين هؤلاء النجوم وبين من حصدوا أرقاما خيالية من المتابعين عبر تويتر. وتظل الملكة رانيا الأعلى عربيا ب (مليون و950 ألف متابع).. وبحسب موقع تويبار احتل السعوديون أغلب المراكز الأولى خليجيا بحسب عدد المتابعين على تويتر، حيث يتصدر الشيخ محمد العريفي القائمة بمليون و35 ألف متابع، ويليه في الترتيب عدد من الأسماء على النحو التالي: الشيخ سلمان العودة ب 817 ألف متابع، أحمد الشقيري 763 ألف متابع، الشيخ عائض القرني 738 ألف متابع، الشيخ محمد العوضي 567 ألف متابع، الشيخ نبيل العوضي 560 ألف متابع، وفي المركز السابع يحل المذيع والكاتب السعودي تركي الدخيل ب 412 ألف متابع. مواقع بيع المتابعين بدأت في الانتشار في الفضاء الإلكتروني بشكل كبير وبمسمياتها الحقيقية، وتبيع الأصوات والمتابعين (Followers) في العلن. «عكاظ» فتحت الملف وتواصلت مع عدد من تلك الشركات التي تقدم خدمة إضافة متابعين في تويتر، ومعجبين (like) في الفيس بوك عبر الأيميل.. والتي حددت قائمة بأعداد وفئات المتابعين كذلك.. وسعر كل فئة.. وبدت أسعار متابعي التويتر أغلى من الفيس بوك، حيث إن تلك المواقع تبيع 10 آلاف متابع (عربي) في تويتر بألفي ريال، و10 آلاف متابع (أجنبي) ب(1600) ريال.. ومدة الإضافة لا تتجاوز ستة أسابيع.. مع (تخفيضات تصل إلى 50 بالمائة للكميات الكبيرة) حسب العرض، وغيرها الكثير من العروض والباقات الذهبية والفضية للمتابعين، وفئاتهم، وأسعارهم.. كما تابعت «عكاظ» كثيرا من حسابات المتابعين ال(Followers) المضافة لحسابات المشاهير، ووجدت غالبيتها بلا أي تغريدات، وبدون صورة تويتر (تعبيرية)، ولا يوجد لديهم أي متابعين، ويتابعون قلة فقط ممن تدور حولهم الشكوك في شراء المتابعين وهذا يعطي مؤشرا كبيرا في تورط تلك الأسماء في شراء المتابعين. وفيما رأى عدد من المتابعين، أن ذلك أمر مباح لمن أراد شراء متابعين أو أصوات، لا سيما أن القضية أصبحت تجارية من حيث التسويق لعدد من الأشخاص والشركات مقابل مبالغ مادية، فقد رآها آخرون طريقة غير شرعية، تؤكد عجز الشخص عن الوصول بفكره وآرائه، وأن ذلك هوس للشهرة، مشككين في ذات الوقت بالأعداد الحقيقية للمتابعين ال(Followers) لعدد من حسابات المشاهير في تويتر، وخاصة بعد ظهور تلك المواقع. الشيخ الدكتور محمد العريفي الذي يتربع على قمة الهرم بين الشخصيات الأكثر متابعة في الخليج بأكثر من مليون متابع، نفى قيامه بشراء متابعين له في شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، وقال في حديث ل «العربية نت» أنه لا يعلم طريقة لفعل ذلك.. وبرر العريفي ارتفاع عدد متابعيه، والذي وصل إلى أكثر من مليون شخص، لمشاركته الفاعلة من خلال الموقع وتواصله الدائم مع متابعيه. من جانبه، أكد منصور الربيعي الخبير في التقنية والمواقع الإلكترونية، ظهور عدد من الشركات والمؤسسات تقدم خدماتها لزيادة عدد المتابعين (الفلورز) خلال طرق عديدة، أبرزها: إنشاء حسابات مزيفة بالآلاف وتسويقها لمن يبحث عن رقم كبير من المتابعين، ويتم ذلك باستخدام عناوين بريد إلكترونية وهمية، واستخدام ما يسمى ب(سبام) وذلك ببرمجة صفحة إلكترونية تقوم بتعبئة نموذج التسجيل الخاص بشبكة تويتر وتتجاوز جميع القيود الأمنية في تويتر و(أكواد) التحقق وتأكيد (الآيبي) لينتج لدينا آلاف من الحسابات المزيفة.. ثم تقوم الشركات بتسويقها (كباقات من المتابعين).. محذرا من وجود عمليات نصب كبيرة في هذا المجال، وأوضح الربيعي بأن لهذا الموضوع أبعادا كثيرة وأهداف يجهلها الكثير من المستخدمين، ومنها الرغبة في كسب مكانة اجتماعية مرموقة، فضلا عن الجانب التجاري والإعلاني. أما المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط الشيخ صالح اللحيدان فقال: «حينما انتشر تويتر عالميا ودخله كل من هب ودب استطاع بعض المعنيين إما في الإعلام أو في الفكر أو الثقافة أو الدعوة أن يؤثر على كثير من المغردين فيستغلهم عن طريق الشراء المعنوي أو عن طريق الشراء الحسي، واستغل بعض الهواة منهم ذلك في التباهي بأعداد متابعيه، بينما المحصلة الصحيحة غير ذلك، وأضاف «من خلال البحث الاستقرائي القضائي النفسي نجد أن هذا خللا نفسيا في التلقي والعطاء». الباحث في الشؤون النفسية والاجتماعية الدكتور أحمد الحريري يقول: بأن عقدة طلب الشهرة لا تقتصر على مشاهير الإعلام والفن والموضة والدعاة، بل إن هذه العقدة قد تكون موجود لدى شخص من عامة الناس وبعض الأشخاص يستمتع بالعيش في الغرف الزجاجية أي أنه يكون محط أنظار الجميع، وهذا شكل من أشكال الهوس، وعندما نسقط هذه النظرية على بعض مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعية (تويتر وفيس بوك) أو غيرها نجد أن همه الأكبر وأقصى طموحاته وغايته أن يكون لديه عدد كبير من المتابعين حتى لو كان ذلك على حساب كتابة تغريدات أو تعليقات غريبة وشاذة، المهم بالنسبة له لفت الانتباه والبعض يشتري متابعين من متابعين آخرين، وأعرف شخصية مغمورة لا يكاد يعرفه بعض أقاربه لديه أكثر من 4 آلاف متابع في الفيس بوك حصل عليهم في غضون أسبوع، وهذا بالتأكيد يدل على أن هناك عقدة نقص وتعويضا مفرطا في جلب انتباه واهتمام الأخرين.