تحول اجتماع الجمعية العمومية في أدبي جازان مساء أول من أمس إلى مشادات كلامية تطورت لتصل حدتها لدى البعض إلى توجيه اتهامات وسباب وسط استغراب ودهشة الحاضرين. الجمعية التي انعقدت بحضور 56 عضوا من أصل 106 يمثلون أكثر من نصف أعضائها تأجلت عن موعدها الأصلي أكثر من ساعة نظرا لتأخر الأعضاء في الحضور، وللخلاف حول التصويت اليدوي والإلكتروني، ما اضطر رئيس الجمعية ورئيس مجلس إدارة النادي محمد يعقوب إلى التأكيد على انعقاد الجمعية بالقول "أنا مصر على أن تعقد هذه الجمعية لأنها تمثلنا جميعا ونريد أن نتوافق"، ليوجه بعدها عضو الجمعية العمومية المستقيل من إدارة مجلس النادي مهدي حكمي حديثه إلى مدير إدارة الأندية الأدبية عبدالله الكناني قائلا "قبل ستة أشهر وفي انتخابات مجلس الإدارة فَرضتَ علينا رؤيتك في التصويت الإلكتروني رغم تقدم 50 + 1 باختيار التصويت اليدوي والليلة سنفرض رأينا، ورأينا أننا نطعن في مصداقية هذه الأجهزة". ورد الكناني بالقول "إن ما ذكره حكمي اتهام لا يقبله"، وطالب أن يعرض هذا الاتهام على مجلس الإدارة"، نافيا فرض رأيه، مؤكدا من خلال اللائحة التي اضطر لقراءتها على المنصة أن التصويت الإلكتروني وارد في المادة 13. من جهته، قال عضو الجمعية إبراهيم حملي: إذا كان هناك من يتحدث ب"نحن" ويريد التصويت اليدوي، فنحن نقول لا نريد إلا التصويت الإلكتروني". هذه الحالة دعت مدير إدارة الأندية الأدبية إلى التأكيد على أن الجلسة علنية والتصويت علني، لكن المفاجأة التي أثارها مراقب الوزارة القانوني جاءت ضد أيمن عبدالحق ومنعه من التصويت لعدم توقيعه في كشف إثبات الحضور، لكن عبدالحق أكد أنه رفض التوقيع على استلام جهاز التصويت ولم يرفض التوقيع لإثبات الحضور، وهو ما دفع أحمد البهكلي إلى القول "إن ذلك تعسف في استخدام الحق وغير مبني على لائحة ولا منطق ولا أخلاق". وانتهى الخلاف بالاقتراع الذي جاءت نتيجته لصالح اعتماد التصويت الإلكتروني، وتم التصويت لصالح الإقرار على البرنامج العام للأنشطة، وميزانيتي النشاط الثقافي للعام المالي 2012 وتأهيل البنية التحتية للنادي، والموافقة على اعتماد محاسب قانوني. وقبيل انتهاء التصويت شهد الاجتماع مشادة كلامية بين نائب رئيس النادي الحسن آل خيرات وعضو الجمعية أحمد السيد عطيف الذي طالب بضرورة المناقشة التفصيلية لبنود جدول الأعمال قبل التصويت عليها وهو ما رفضه آل خيرات. وفور انتهاء التصويت على جدول الأعمال شهدت القاعة انسحاب عدد من أعضاء الجمعية، الأمر الذي قاد من بقي من أعضاء الجمعية إلى استنكار هذا التصرف وتساءلوا عن مدى إخلاله باللائحة من عدمها وهو ما بينه الكناني قائلا "لا أحد يستطيع منعهم من الانصراف". وكانت المفاجأة الأخيرة للجمعية في عدم التصويت على كافة بنود جدول الأعمال الذي حوى بنودا تقدم بها 22 من أعضاء الجمعية لم يعتمد منها أي بند للتصويت مقابل التصويت على البنود الثلاثة التي أقرها وأعلنها مجلس الإدارة للتصويت مسبقا، وهو ما جعل الأعضاء يتوجهون لمراقب الوزارة بالسؤال عن موقفه تجاه تغييب مواضيعهم عن التصويت، لكنه تحاشى الرد على الأسئلة. وعن قضية الاستقالات التي تقدمت الجمعية لمناقشة أسبابها قال الكناني "إن الاستقالات فردية ومجلس الإدارة هو من يتخذ فيها القرار وليست الوزارة". وفي تعقيبه على إحدى المداخلات، قال الكناني "نحن في سنة أولى انتخابات وسنة أولى جمعية". من جانبه، أشار عضو الجمعية عمر طاهر زيلع إلى أن على الجمعية مناقشة الاستراتيجيات الثقافية أما الأخطاء الصغيرة فعليه التوجه بها إلى مجلس الإدارة أو الصحافة، مؤكدا أن النادي سيسير 4 سنوات شئنا أم أبينا". وفي تصريح إلى "الوطن" قال مهدي حكمي "إن هذا الاجتماع استمرار لسياسة إدارة الأندية الأدبية في تزوير الرأي الثقافي سواء في الآلية التي فرضت أو الحشد الذي وظف لأغراض معينة وأهداف محددة ثم ينسحب بعد الانتهاء من التصويت على ثلاثة عناصر وهذه اللائحة لا تقيم وزنا للمثقفين في جازان والمملكة". وقال أحمد السيد عطيف "إن أجمل ما في الاجتماع أنه كشف عن الرافعة الأخلاقية التي انتخبت أغلب أعضاء مجلس الإدارة الحالي". وانتهت الجلسة بطلب تقدم به عضو الجمعية إسماعيل مهجري بشكل علني اشتكى فيه إلى رئيس النادي محمد يعقوب ضد من قال إنه اعتدى عليه لفظيا بالسب والشتم من أعضاء الجمعية وتعهد يعقوب بالتحقيق في ذلك.