انطلقت صباح أمس فعاليات ملتقى نادي مكة الثقافي الأدبي الرابع "الشباب بين المتن والهامش" بجلستين صباحيتين وصفهما المتحدث الإعلامي للنادي عبدالله فدعق بأنهما وافقتا تطلعات المهتمين بالشباب وشؤونهم العامة, وتبشران بتحقيق أهداف الملتقى. وبدأت الجلسة الأولى بورقة عمل للدكتور عبدالرازق حسين جاءت بعنوان "الشباب في الخطاب الشعري القديم"، أشار خلالها إلى أهمية مرحلة الشباب، فهو عمود العمر وزهرته. ومثل لما في الشعر العربي من حديث عن الشباب، مؤكدا على اهتمام الخطاب الشعري العربي بهذه المرحلة, وأوصى في نهاية ورقته بالاهتمام بأدب الشباب وما يعالج مشكلاتهم. وحاولت الدكتورة صلوح بنت مصلح السريحي, من خلال ورقتها، الإجابة على عدة أسئلة, أحدها عن دلالة لفظ الشباب في معاجم اللغة, والثاني عن الفجوة في خطاب الشباب بين الماضي والحاضر, والثالث عن طبيعة الخطاب الموجه للشباب, والرابع إن كان خطابا موجها للعقل أم العاطفة؟. وبعد عرض أوراق العمل أتاحت مديرة الجلسة الدكتورة هيفاء فدا المجال للتعقيب الذي شارك فيه عدد من الحاضرين, الذين أكدوا على ضرورة أن يحتل الشباب محل المتن بإلمامهم بالمعرفة الدينية, وبالمعلومات المعرفية المعاصرة، والترفق بالشباب المخطئين لإعادتهم إلى جادة الصواب. وإزالة العوائق من وجهة الشباب للإسهام في خدمة المجتمع، وترجيح العقل في الخطاب الموجه إلى الشباب. الجلسة الثانية من الجلسات الصباحية تم فيها عرض ثلاث أوراق عمل، كانت أولاها بعنوان "الشباب في الخطاب الاجتماعي المعاصر ..القيم والاتجاهات", للدكتور أحمد بن حسين عسيري.. أجاب فيها على سؤال: ما طبيعة التحديات التي تواجه الشباب في المجتمع المعاصر وتحديدا في العلاقة بين القديم الموروث والجديد المعاصر وما ينشأ عنها من اتجاهات. وفي الورقة الثانية بعنوان "ثنائيات المجتمعات الحديثة.. المجتمعات الافتراضية للشباب" قدم الدكتور عبدالعزيز بن حمود المشيقح, تعريفا بالمجتمعات المعلوماتية وبالمجتمعات الافتراضية التي حلت محل المجتمع التقليدي, وقال إنها مهدت لظهورها ثورة الاتصالات وشبكة المعلومات, مضيفا أن الإنترنت الداعم الرئيس للمجتمعات الافتراضية وهو الذي سمح للشباب بالتعبير وإنشاء روابط اجتماعية لها سماتها. وفي الورقة الثالثة أكد محمد الهويمل أن عبارة "شباب الصحوة" التي تتكئ على الخطاب الديني كثيرا, منحت الشباب جانبا إيجابيا, وأضافت لهم إضافة جديدة مفيدة, ويعزز هذا الأمر "القنوات الفضائية الإسلامية". وعقّب عدد من الحاضرين على الجلسة التي أدارها الدكتور عبدالله إبراهيم الزهراني, حيث دعوا إلى ضرورة العمل على إعداد برامج استباقية لحماية الشباب من الانحراف، وحجب كل المواقع التي تنافي قيمنا مع تحصين الشباب ضد كل ما يؤثر سلبيا على شخصياتهم، وإزالة الهوة بينهم والشباب من خلال الحوار. وعقب الغداء توجه الضيوف المشاركون لزيارة متحف الحرمين الشريفين وأبدوا إعجابهم بما شاهدوه من محتويات توثق تاريخ الحرمين الشريفين.