رصدت "الوطن" مريضا يفترش رصيف مستشفى الصحة النفسية بالمدينةالمنورة لأكثر من 5 أيام، دون أن تمتد له يد، ليجسد ذلك المريض مشكلة الكثير من المرضى الذين لا يجدون العلاج والرعاية. وبسؤال مدير المستشفى الدكتور أحمد رضا حافظ عن المرضى المحرومين من العلاج، أكد أن المستشفى لا يوجد به أسرة طبية شاغرة حالياً. وأوضح أن عدد ملفات المرضى في المستشفى تخطى حاجز 50 ألف ملف بينما، بقي المستشفى بطاقته الاستيعابية القديمة 100 سرير فقط، ووعد "حافظ" خلال حديثه ل "الوطن" بانفراج أزمة مستشفى الأمراض النفسية في المدينةالمنورة مع نهاية السنة الحالية بانتقاله لمبناه الجديد المقرر افتتاحه بسعة 200 سرير طبي. وأضاف مع أنه سيخدم شريحة كبيرة من طالبي العلاج النفسي في المنطقة غير أنه يعتبر حلاً جزئيا وليس جذرياً لأزمة النقص الحاصل بمستشفى الأمراض النفسية، مرجعاً سبب ذلك لقلة عدد الأسرة الطبية بالنسبة لسكان المدينةالمنورة الذين تجاوزوا في آخر إحصائية مليونا ومائة ألف نسمة. ويضيف حافظ: "ما زلنا بحاجة بحسب المعيار العالمي لمنظمة الصحة العالمية إلى 400 سرير للمبنى الجديد، إذ إنه يفترض أن تكون سعة المشروع الجديد لمستشفى الصحة النفسية الجديد 600 سرير ليغطي حاجة سكان المنطقة". وطالب حافظ عبر استعراضه لجملة حلول بديلة لتخفيف الضغط عن مستشفى الصحة النفسية بالمدينةالمنورة باستحداث أقسام في المستشفيات العامة أو تخصيص عيادات على أقل تقدير لاستقبال مراجعي النفسية وكذلك توعية المجتمع بطرق التداوي الصحيحة وأضرار المخدرات التي تعد من أكبر أسباب زيادة أعداد طالبي العلاج النفسي. وعن المريض النفسي الذي يفترش رصيف مستشفى الصحة النفسية لأكثر من 5 أيام أمام بوابة طوارئ الصحة النفسية، قال "بعد أن طلب أن ينقل تصريحه حرفياً": إن المريض الذي لم يغادر رصيف المستشفى كان ذلك بإرادته، ولو قرر الطبيب المشخص لحالته أنه بحاجة لتنويم فلن تتأخر إدارة المستشفى في ذلك. وأضاف "نعاني من أسر ذوي المرضى الذين يرفضون استلام مرضاهم بعد أن يقرر الطبيب المعالج إخراجهم من المستشفى بعد تماثلهم للشفاء مما يزيد الضغط على المستشفى". وأكد حافظ أن المريض بهذه الحالة (المفترش) بحاجة لعناية وإيواء وسكن، ومشكلته اجتماعية، وهو ليس بحاجة للرعاية الصحية النفسية، ومن يتحمل مسؤوليته هم ذووه، وإن لم يكن له أسرة فمسؤوليته تنتقل لولي الأمر. وأضاف أنه قد ورد توجيه من المقام السامي لوزارة الشؤون الاجتماعية بتوفير إيواء لمرضى الصحة النفسية المحتاجين له بكافة مناطق المملكة ولا أعلم عنه شيئا، ويمكنكم الرجوع للمسؤولين بالوزارة وسؤالهم عنه. من جانبه ذكر عدد من موظفي الاستقبال بطوارئ مستشفى الصحة النفسية ل "الوطن" أن مريض الصحة النفسية المفترش بحاجة لعناية صحية وتنويم، غير أن عدم وجود سرير له دعاهم للاعتذار عن استقباله، مؤكدين أنه يلقى عنايتهم والعلاج وهو على الرصيف، وأضافوا أن إدارة المستشفى تقدم للمريض ما بوسعها حتى إنهم استقبلوا حالات تنويم بلا أسرة، بحيث إنهم فرشوا الأرض بين كل سريرين لمرضى لم تتوافر لهم أسرة طبية وبحاجة لتنويم.