قدم العراقي رشيد الخيون رؤيته لواقع حركات الإسلام السياسي التي تطغى على المشهد العراقي اليوم، واصفا حالها ب"الطائفي"، كاشفا في محاضرة ضمن فعاليات معرض الكتاب، أول من أمس، حملت عنوان "الإسلام السياسي في العراق" أنه لا بد للمسلم من مذهب يمارس إسلامه عبره، وهذا منطق الأحزاب الدينية كافة. وأشار إلى أنه لم تكن لديه الرغبة إطلاقا في الخوض في السياسة، خاصة أن طبيعة عمله فكرية أدبية ولكن ما حدث في العراق جعله مجبرا على أن يكتب عن الإسلام السياسي. وأكد أن ظاهرة الحراك الديني السياسي بالبلاد العراقية ظهرت أول ما ظهرت في عشرينات القرن الماضي ثم تحولت بعد السبعينات إلى ظاهرة سياسية خطيرة، حين تبدلت المطالب من الحفاظ على الحالة الدينية والالتزام الديني المعقول إلى المناداة باستلام السلطة وبقوة السلاح، وفرض حالة التدين، أو ما يعبر عنه بأسلمة المجتمع بسبب الظروف الداخلية التي تعرضت لها البلاد، حيث اجتمعت الحرب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدكتاتورية الخانقة، مع ظرف خارجي تمثل بانفجار الثورة الإيرانية، فكان هناك من يعتقد أن الثورة في العراق ستنجح كما هي في إيران لكنها فشلت نتيجة التعدد الطائفي، إضافة إلى طبيعة النظام السابق، ومحاولاته تكريس الطائفية، وكرّدة فعل طبيعية ضد انتصار الثورة الإيرانية الشيعية، وتعاظم المد السياسي الشيعي داخل العراق. وأشار الخيون إلى أنه على الرغم من المحاولات التي سعت إليها أحزاب وشخصيات في الإسلام السياسي العراقي إلا أنه لم يكن ممكنا لحزب ديني أن يتجاوز طائفته بسبب طبيعة الخلاف التاريخي العقائدي، بما يخص مسألة الإمامة، وما تبعها من فروق أخرى في العبادات والمعاملات، وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق بالحكم والتنافس على السلطة. وأوضح أن "الشعب الشيعي" في بداية الأمر رفض دخول الإمام الشيعي للسلطة لكن بعد عام 2003 نشأ تيار يتبنى ذلك، والمشكلة أن صدام ترك العراق دون أي عقل سياسي سوى عقل المعارضة. واختتم الخيون محاضرته بالتأكيد على أن المواطن العراقي أصبح يعي ما يريد متسائلا: أين خيرات البلاد والخدمات والخبز؟ أصبح العراقي يريد الحاكم العادل الذي يمنحه حقه، فالشعب العراقي لا يختلف عن بقية الشعوب. وفي الندوة الثانية التي حملت عنوان "أفلام الشباب" استعرض المخرجان توفيق الزايدي وبجاد النافل تجربتهما في مجال إخراج الأفلام الوثائقية والقصيرة، وأشار الزايدي إلى أن فيلم "الصمت" عرض في 22 دولة وحصل على جائزة أفضل فيلم خليجي لعام 2010، وجائزة الأفلام الأجنبية في مهرجان "كان". من جهته، ذكر النافل أنه قدم فيلمين، الأول كان مشروع تخرج واسمه "الوقفة مع الذات" تناول فيه ظاهرة "التفحيط" وأسبابها وجهود الجهات المعنية لإيجاد حلول للقضاء على هذه الظاهرة السلبية، أما الفيلم الثاني فتناول فيه قصة طالب مبتعث ومعاناته مع السفارة والملحقية. وأشار النافل إلى عدم وجود معاهد متخصصة في المملكة لتخريج الممثلين، موضحاً أنهم يعتمدون على الموهبة فقط في إخراج أعمالهم.