كشفت مصادر مطَّلعة ل "الوطن" عن تعرُّض القيادة الفلسطينية لضغوط كبيرة من أجل مواصلة اللقاءات الاستكشافية في عمان لمدة شهرين إضافيين، مشيرة إلى أن الرئيس محمود عباس ترك القرار بهذا الشأن إلى اجتماع القيادة الذي سيتم خلال الأيام المقبلة، وإلى لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية في الرابع من الشهر المقبل. وانتهت أمس فعلياً اللقاءات الاستكشافية بعد رفض الجانب الإسرائيلي وقف الاستيطان والقبول بحدود 1967. وكان عباس قد قال عقب لقائه مفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس إن السلطة ستقيّم جولة المحادثات لاتخاذ قرار بشأن استئنافها. بدورها حمَّلت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات بتعنتها، وقالت "تل أبيب تتحمل المسؤولية بعد أن عمدت إلى تفريغها من مضمونها طيلة 20 عاماً، واستخدمتها غطاء قانونياً وسياسياً لفرض سيطرتها على الأرض في ظل انعدام التكافؤ بين طرفي المفاوضات". ومن جانبه أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب مصطفى البرغوثي أن "المراهنة على المفاوضات مع حكومة نتنياهو هي سراب، وأن إسرائيل تسابق الزمن لفرض الوقائع على الأرض بشكلٍ يحول دون قيام دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة واستبدالها بكانتونات وقال "لن يجدي عقد لقاءات مع الإسرائيليين ما لم يتوقف الاستيطان بشكلٍ كامل بما في ذلك القدس، وتحديد مرجعية واضحة للمفاوضات تقوم على أساس الانسحاب من كامل الأراضي المحتلة". إلى ذلك عزلت سلطات سجن هداريم بتعليمات من الحكومة الإسرائيلية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي في زنزانة انفرادية عقب عودته مما يسمى محكمة التعويضات الأميركية التي جرت أول أمس، وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع "البرغوثي عُزل في أعقاب رفضه المطلق التعاطي مع المحكمة لأنها باطلة وغير قانونية وتستهدف النيل من شرعية نضال الشعب الفلسطيني"، محملاً تل أبيب المسؤولية الكاملة عن سلامة البرغوثي، ومؤكداً أن هذا الإجراء سوف يخلق توتراً وغضباً واسعاً في صفوف الأسرى والشعب "نظراً لما يمثِّله من مكانة قيادية ورمزية". في سياق منفصل توقَّع المستشار السياسي لرئيس حكومة حماس بغزة يوسف رزقة أن يؤدي فشل اللقاءات الاستكشافية في عمان إلى تعزيز فرص التطبيق السريع والجاد لملف المصالحة الوطنية، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات هي السبب في تعطيل هذا الهدف الاستراتيجي، وقال "الرئيس عباس سيلتفت بعد فشل هذه اللقاءات إلى الوضع الداخلي وهو المسار الذي يجد تأييداً أكثر لدى الشارع الفلسطيني". إلى ذلك أكدت قيادات حماس تمسّكها ببقاء رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل لدورة مقبلة على الأقل، وقال القيادي خليل الحيَّة رداً على إعلان مشعل عدم نيته خوض الانتخابات لولاية جديدة "الأمر ما زال قيد الدراسة في مؤسسات الحركة، وحينها يقرّر مجلس الشورى الموافقة على الاعتذار أو إلزامه بالمواصلة، وهناك شبه إجماع على استمراره لما له من كاريزما عالية، وتأثير وعمل إيجابي".