تركزت أغلب أعمالهم حول "القضية الفلسطينية"، فتجد في لوحاتهم الحجارة والقدس وأشجارها، وأشعارها. الفنانون الفلسطينيون الخمسة "أحمد كنعان، ورانية عقل، وخضر وشاح، وساهر الكعبي، وروان أبو الهوى" نقلوا معاناتهم مع الاحتلال لأعمالهم، وجسدوها برؤيتهم الفنية عبر المعرض "ذاكرة وطن" في جاليري 13، في عمّان، الذي افتتحه الدكتور محمد الحلايقة. "الوطن" زارت المعرض والتقت بضيوف بالفنانين، معبرين وناقلين عن قضيتهم بشعورهم الفني بأعمال تتجاوز 28 عملا فنيا. الفنان خضر وشاح قال إن أعماله تتركز في القضية الفلسطينية، مجسدا الكثير من الأعمال الفنية من صور خوفا من اندثار هذا التراث ونقله إلى أعمال فنية تشكيلية، بواسطة الألوان الزيتية، منوها أن الحركة الفنية في فلسطين قوية جدا في الفن الحديث، لأنها تعالج قضايا أساسية وللفن مرجعية ومفهوم وهدف يوصل إلى الجمهور. التشكيلية روان أبو الهوى ذكرت أنها من القدس من جبل الزيتون ولوحاتها هي ألوان زيتية على القماش، وهو رسم لأشجار الزيتون وهي المنطقة التي تسكنها، توحي من خلالها برسم الأشجار المزروعة في أرض القدس وهي الرمز للأرض، للتراث، للحضارة، وهي موجودة على التراب وجذورها راسخة بالأرض، مضيفة أن ألوانها الزيتية هي الأسود، والأبيض هو لون القماش، لأن الأسود لون الحداد والذكريات التي تشد إلى الماضي. الفنانة والنحاتة رانية عقل، عرضت أعمالا من مجموعتها الفنية "عودة السنونو"، كونه يسكن الكثير من المنازل الفلسطينية، وتربى الأهالي على مصاحبته وعدم إيذائه، مؤكدة على تكرار كلمة "الحرية" في الكثير من أعمالها. وأضافت أبو الهوى أن القماش المستخدم في أعمالها هو قماش الفلسطينية التي تجهز لزواجها، مضاف إليه طابع القهوة والحناء في الأعمال، بالإضافة إلى شمع العسل بعد هجرة النحل عنه، ومنه تناقش به حق العودة، منوهة أن أعمالها تعتمد في إيصال الرسالة على الخامات البسيطة والقريبة من الناس. الخطاط ساهر الكعبي تناول الخط الكلاسيكي في قصيدة للإمام الشافعي في 13 بيتا شعريا، بخط الثلث والنسخ، أما بقية أعماله فكانت للشاعر محمود درويش، في قصيدته التي تحدث بها عن نفسه. وعن الحركة الخطية في فلسطين ذكر الكعبي أن هناك مجموعة فنانين أثبتوا تفوقهم في المسابقات والمهرجانات الدولية على مستوى العالم الإسلامي، وأن الحركة في صعود على مستوى فن الخط العربي كقواعد وأصول. الفنان أحمد كنعان عبر في أحد أعماله عن حصار مخيم جنين في 2002، كما قدم أعمالا موضوعها القدس يظهرها وكأنها مختفية، كما جسد خيال كحالة حلم وانتظار لقائد كصلاح الدين كما يقول. صاحبة الجاليري التشكيلية روان العدوان ذكرت أنه حين نغير أفكارنا للأفضل تتغير حياتنا للأجمل، وأنهم حريصون في الجاليري على تقديم مشهد اللوحة للجمهور المتذوق ويمد جسور التواصل من خلال المعارض الشخصية والجماعية التي يعرضها الجاليري من الأردن وخارجها لإغناء الحركة التشكيلية ونشر ثقافة الفنون التشكيلية في المجتمع نطمح دائما أن نعرض الأعمال ذات القيمة الفنية على مستوى الفن التشكيلي العالمي، والذي نسقه الفنان الفوتوجرافي عبدالرحيم العرجان.