وصف فريق بحث علمي دولي متخصص في اللغويات اكتشاف صور صوت حرف ( الضاد ) في جنوب غرب المملكة بأنه لا يقدر بثمن. ويضم الفريق المدعوم من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والذي زار محافظة رجال ألمع أول من أمس، رئيسة الفريق السعودية الدكتورة منيرة الأزرقي من جامعة الدمام، والدكتورة سامية نعيم من المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا، والبروفيسور ( جانيت واتسون ) من جامعة ( سالفورد ) في بريطانيا، و جميعهن متخصصات في الألسنيات مع الاهتمام باللغات السامية وبدرجة خاصة باللهجات العربية، من الناحية اللغوية، والنحو، والصرف، والصوتيات. الدكتورة منيرة الأزرقي قالت ل "الوطن": ما وصفه اللغوي (سيبويه) وجدناه في جنوب غرب المملكة العربية السعودية وخاصة في المضة ، ورجال المع، ومركز الربوعة، والفرشة، مع بعض الاختلاف ، ونحن نبحث الآن في رصد وتوثيق هذا التنوع في صوت حرف (الضاد)، وهذه الصور هي التي ذكرها اللغويون القدماء ، مع أن بعض اللغويين يشككون في وجود هذا الصوت بهذه الصفة ، وأضافت الأزرقي: أن الدكتورة سامية نعيم، والدكتورة (جانيت واتسون ) على خبرات واسعه في دراسة اللهجات العربية واللغة ( الأمهرية ) في اليمن وسلطنة عمان، ونحن كفريق لا نعتمد فقط على السماع بل أيضاً على التقنية في التحليل الصوتي مما يساعدنا في البحث عن تطابق صور صوت الضاد بين هذه اللهجات واللغات، و يشاركنا في دراستنا الخبير في الصوتيات الدكتور ( باري هسلوود ) من جامعة (ليدز) ببريطانيا ، وصورنا الحنك وحركة اللسان لبعض المتعاونين مع هذا الفريق عن طريق مجسات إلكترونية توضح على جهاز الحاسب الآلي ليتضح لنا كيفية خروج الهواء، وماذا يفعل اللسان أثناء حركته ؟ وماهي الجهات التي يلامسها في الفم لصوت النطق بحرف الضاد؟ ونعمل الآن على توثيقها بالصوت والصورة . من جهتها بينت جانيت واتسون بأن اللغة ( الأمهرية ) من اللغات القديمة في جنوب الجزيرة العربية وتحمل بعض الصفات المشابهة وعلى وجه الخصوص صفة إخراج الهواء من جانب الفم لبعض الأصوات، أما سامية نعيم فقالت : إن المقارنة بين اللغات السامية و غير السامية تتيح لنا الكشف عن الأسس المشتركة بين لغات العالم، وأكدت بأن كل اللغات معرضه للتغير أو الموت مع الزمن وهذا شيء طبيعي، ولذلك فدراسة وتوثيق هذه اللهجات مهم للغاية. ورأى العضو المتعاون في فريق البحث علي مغاوي أن صوت الضاد هناك من ينطقه من الحنك وهناك من ينطقه من طرف اللسان، وفي بعض القبائل هناك من ينطقه بمخرج جانبي قريب من حرف الدال أو قريب من حرف اللام، ولذلك فمثل هذه المنطقة الجبلية الوعرة ذات الأودية السحيقة لم تتأثر كثيراً ، وذهب إلى أن الفريق العلمي قد وفق في اختيار الأمكنة لدراسة صور صوت الضاد ، وهذه الدراسات ستستفيد منها الأجيال القادمة .