تشهد المنتجعات الزراعية في واحة الأحساء شرق المملكة حاليا حجوزات مكثفة خلال إجازة أيام عيد الأضحى المبارك، حيث تراوحت نسب الإشغال بين80% إلى 100%، وذلك بحسب عاملين في تلك المنتجعات. وباتت تلك المنتجعات مقاصد سياحية وترفيهية جاذبة لأهالي الأحساء أنفسهم، ولزوار المحافظة من المحافظات والمناطق السعودية الأخرى، إلى جانب مواطني مجلس التعاون الخليجي، وخاصة من قطر والإمارات والبحرين، علاوة على الوفود السياحية الأجنبية، فيما طرحت بعض المنتجعات عروضاً خاصة بمناسبة العيد تتمثل في تخفيضات على الأسعار بإعطاء مدد زمنية إضافية. وقال مالك منتجع دان السياحي في الهفوف أحمد العمير ل"الوطن" إن الحجوزات وصلت في الأسبوع الذي سبق العيد إلى 80% في المنتجع، متوقعاً أن تصل إلى 100% طوال أيام العيد، موضحاً أن سعر ال12 ساعة يبدأ من 800 ريال حتى 3000 ريال، وتتدرج الأسعار تبعاً لتنوع المرافق المطلوب توفيرها في المنتجع، فهناك زبائن يحتاجون إلى أجزاء قليلة من المنتجع، وآخرون يحتاجون إلى كامل المنتجع، مؤكداً أن فكرة إنشاء منتجعات سياحية زراعية في الأحساء فكرة استثمارية ناجحة، بيد أنه استدرك بتأكيده أنها بحاجة إلى صيانة وتطوير مستمرين، إضافة إلى تجديد ديكورات وأثاث المنتجع بصفة دورية، ومتابعة الجديد في عالم الترفيه والسياحة لمواكبتها. وأضاف أن معظم المنتجعات السياحية في الأحساء تقدم عروضا خاصة تتمثل في الإقامة ل12 ساعة زيادة لكل إيجار 36 ساعة، إضافة إلى عروض خاصة للوفود السياحية وللجهات الحكومية تصل إلى 50%، علاوة على استضافة الجمعيات الخيرية والفقراء ودور الأيتام بالمجان. وأوضح العمير أن المنتجعات السياحية في الأحساء أسهمت في تعزيز الحركة السياحية إلى الأحساء، مستشهداً في ذلك بحجم الحجوزات المتزايد من الزوار. وأشار المسؤول في أحد المنتجعات حسين اليوسف إلى أن المنتجعات السياحية في الأحساء تفوقت كثيراً في حجم الإقبال عليها، مقارنة ببعض الفنادق والشقق المفروشة في الأحساء، فكثير من زوار وسياح الأحساء يحرصون على إجراء حجوزاتهم في المنتجعات السياحية الزراعية قبل وصولهم إلى الأحساء، مضيفاً أن أحد أبرز أسباب تفوق المنتجعات على الفنادق هو اكتمال التجهيزات، وانتشار المسطحات الخضراء، إلى جانب توفر برك سباحة بالمياه الطبيعية أو الكبريتية. وعلاوة على ذلك، تتميز ساحة المنتجع بالضخامة، مقارنة بالغرف أو الأجنحة الفندقية، وكذلك احتواء بعضها على فلل سكنية راقية، وشرفات خارجية مطلة على واحة الأحساء الزراعية، إضافة إلى احتوائها على مقتنيات تاريخية قديمة وتراثية تعكس التاريخ والحضارة الأحسائية بشكل خاص، والسعودية بشكل عام، موضحاً أن بعض المنتجعات توفر تعاقدات مع مطاعم لتقديم الوجبات لزوار المنتجع، وبالأخص توفير الأكلات الأحسائية الشعبية كالهريس والجريش والمرقوق والكبسة الأحسائية. من جانبه، أوضح مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في الأحساء علي الحاجي أمس إلى "الوطن" أن فرع الهيئة في الأحساء يواصل أعماله في تنفيذ مشروع "السياحة الزراعية"، وهو نمط سياحي بإشراف هيئة السياحة، وبالتعاون مع وزارة البلدية والشؤون القروية والدفاع المدني ووزارة الزراعة. وأضاف أنه يجري حالياً في الأحساء اختيار 4 مزارع استرشادية لتطبيق هذا النمط عليها، باعتبار أن الأحساء من المناطق السعودية التي تتوفر فيها مقومات مناسبة بامتياز لتنفيذ هذا المشروع، موضحاً أن الهيئة وضعت دليلا لضوابط منح تلك المزارع الاسترشادية رخصة سياحة زراعية، لافتاً إلى أن هذه الرخصة تساعد المزارعين في الحصول على قروض زراعية من صندوق التنمية الزراعية لتطوير مزارعهم وجعلها مزارع نموذجية، مؤكدا أن دور تلك المزارع لن يقتصر على الترفيه فقط، بل إنه سيمتد إلى التعليم أيضا، وذلك من خلال تولي المزارع القيام بمهام المرشد السياحي، وتعليم الزوار بعض الحرف والصناعات المتعلقة بالزراعة والنخيل في الأحساء.