كشف المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار بالأحساء "علي بن طاهر الحاجي" عن أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تعكف في الوقت الراهن على دراسة مفهوم أو" نمط " جديد للسياحة المحلية يحمل مسمى "السياحة الزراعية"، مؤكداً على أن المشروع لا يزال في مرحلة سن القوانين وإعداد التشريعات. ولفت إلى أن المشروع يحظى باهتمام كبير من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي يبدي حرصاً كبيراً لينعكس النمط الجديد بأثراقتصادي كبيرعلى المزارعين. وبين "الحاجي" أن مديرعام البرامج والمنتجات السياحية بقطاع التسويق والإعلام بالهيئة العامة للسياحة والآثار حمد بن عبدالعزيز آل الشيخ ترأس مؤخراً فريق عمل كبيرا يضم إضافة إلى الهيئة العامة للسياحة عددا من مسئولي الشركاء في الوزارات زار محافظة الاحساء واطلع على تجربة المنتجعات والاستراحات الزراعية وأبدى الفريق إعجابه الشديد بما رآه. لماذا السياحة الزراعية؟ السياحة الزراعية تعني زيارة السائح لمزرعة خاصة أو مشروع زراعي، والاستمتاع بعدد من الأنشطة التي يتم تنظيمها أو تنفيذها على أرض المزرعة، تشمل السكن لمدة قصيرة مع الأكل، ورجح "الحاجي" أن يكون هذا النوع من الأنماط الجديدة في المملكة التي يتوقع لها نمواً كبيراً. ومن المعروف أن عدد المزارع في المملكة بلغ في عام 2007 أكثر من 250 ألف مزرعة، وفي هذا السياق قال "الحاجي" إن الزراعة تمثل مصدر دخل مهما لنسبة كبيرة من المجتمع السعودي، كما أنها توفر السيولة المناسبة لدى سكان المدن الكبيرة، لافتاً النظر إلى أن المزارع تشكل وجهات سياحية محلية خصوصا في نهاية الأسبوع، كما أن من شأن هذا النمط من السياحة أن يحول المزارع إلى كون أنها أكثر من مجرد أماكن للزراعة بل إلى مشروعات سياحية، كما أنه يسهم في استغلال أفضل للمنشآت والتكاليف الثابتة، ودخلاً إضافياً يساهم في تنمية قدرات المزارع وتحسين المستوى المعيشي لبعض الأسرالمعتمدة على الزراعة. ولفت "الحاجي" نظر المزارعين إلى أنه بوسعهم أن يجعلوا للسياحة الزراعية دورا في زيادة قيمة المزرعة والمنتجات الزراعية، كما أن من شأنه أن يسهم في تكوين فرص وظيفية جديدة لأبناء المناطق الزراعية، وزيادة الدخل للمجتمع المحلي والجهات ذات العلاقة، وتنمية سياحة نهاية الأسبوع، حيث إن انتشار المزارع في جميع مناطق المملكة سوف يسهم في تكوين وجهات سياحية لسكان المدن الكبيرة، وتنمية ترابط بين سكان المدن وسكان المناطق الأخرى والتعريف بإمكانيات الوطن، مشيراً إلى أن هذا النوع من السياحة قد يعمل على التقليل من الهجرة من المناطق الريفية للمدن. منتجع سياحي يمكن استثماره ضمن برنامج السياحة الزراعية ماذا تقدم السياحة الزراعية للسائح؟ وأوضح "الحاجي" أن السياحة الزراعية ستقدم للسائح الهدوء والبساطة، والاهتمام بالمناطق الطبيعية، والترفية في المناطق الريفية، وحب معرفة البيئة الزراعية والحياة فيها، وتلبية الرغبة في جمع العائلة والتقرب منها، والبحث عن بدائل جديدة للسياحة، وكل ذلك مع انخفاض التكلفة، كما أن من شأنها خلق ثقافة جديدة تعنى بإجازات نهاية الأسبوع. متطلبات السياحة الزراعية تتطلب السياحة الزراعية توفير أماكن مهيأة بشكل جيد لاستقبال السياح بما في ذلك توفيرغرف النوم وإعداد وجبات الطعام، وتوفر تجهيزات وتسهيلات يستطيع السياح من خلالها ممارسة العديد من الأنشطة كممرات للمشي. وشدد "الحاجي" على أهمية معرفة احتياجات السياح المحتملين لتهيئة المزرعة لاستقبال السياح، وتوفر قدرات شخصية على تكوين وتقديم برامج ترويحية وترفيهية ممتعة للزوار لتسويق المزرعة كوجهة سياحية وجذب السياح، وتوفر قدرات شخصية لاستقبال الزوار والتعامل معهم في ظل عاداتنا وتقاليدنا. من هو المزارع المناسب؟ هو شخص لديه محبة التعرف على الآخرين، ولديه استعداد لفتح مزرعته أمام السياح، وتتوفر عنده الرغبة في زيادة دخل مزرعته، واستغلال عناصرها، وتقديم خدمة جيدة. وأعرب "الحاجي" عن ثقته على نجاح السياحة الزراعية في واحة الاحساء التي تعد أكبر واحة نخيل في العالم، مرجعاً سبب ذلك إلى كون منظومة "التجربة السياحية المتكاملة" متوفرة في الاحساء، فهي تمتلك عدداً ضخماً من المنتجعات الزراعية والاستراحات يربوا عددها على 600 مابين منتجع واستراحة، كما لا تزال مزارع الواحة تحتضن فلاحين حقيقيين يمارسون مهنة الفلاحة، مما يمكن الفلاح من المشاركة في موسم الصرام وإطعام الحيوانات وحصاد الرز، وقبل ذلك كله طيبة أهل الاحساء وتقبلهم للسائح، وهذا كله يثري التجربة السياحية المتكاملة وتمنح السائح فرصة تعلم رياضة تسلق النخيل أو المشاركة في الصرام وكذا المشاركة في التراث الشفهي المتمثل في الأهازيج، وبالتالي فإننا بذلك وبمساعدة الشركاء نكون قد حافظنا على الرقعة الزراعية، كما لم يخف "الحاجي" ثقته في أن النمط الجديد سيلقى ذات النجاح في كثير من مناطق المملكة الزراعية. ودعا "الحاجي" القطاع الخاص إلى تشجيع هذا النوع من السياحة، كاشفاً عن وجود تعاون كبير بين الهيئة العامة للسياحة مع شركائها من القطاع الحكومي، ممثلة في أمانة الاحساء وهيئة الري والصرف ومديرية الزراعة والدفاع المدني ومتابعة من صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الاحساء رئيس مجلس التنمية السياحية في المحافظة.