رفعت إجازة عيد الأضحى واعتدال الأجواء المناخية التي تعيشها واحة الأحساء الزراعية حاليا، طلبات وحجوزات "المرشدين السياحيين" في المحافظة بنسبة تصل إلى 40% مقارنة مع إجازة عيد الفطر المبارك المنصرم، بحسب مسؤولين وعاملين في قطاع الإرشاد السياحي في الأحساء. وأرجع المرشدون السياحيون ذلك، إلى النمو المضطرد لعدد السياح بمختلف أغراضه القادمين إلى الأحساء، الأمر الذي انعكس إيجابيا وبصورة لافتة على زيادة معدلات الحجوزات والطلبات على هذا القطاع بالمحافظة. وقال المرشد السياحي أحمد العيثان، وهو أول مرشد سياحي عام يتقن اللغتين العربية والإنجليزية في الأحساء، أن الأحساء شهدت في هذه الإجازة زيادة ملحوظة في أعداد السائحين من جنسيات مختلفة، متوقعا أن تستمر الزيادة والانتعاشة في الحركة السياحية حتى نهاية مارس المقبل، الذي يتزامن مع حلول فصل الشتاء، واعتدال درجات الحرارة في الأحساء، مؤكدا أن جميع المرشدين السياحيين ومنظمي الرحلات في الأحساء والفنادق والمنتجعات والوحدات السكنية الأخرى، وبمتابعة من الهيئة العامة للسياحة والآثار في الأحساء، حريصون على القفز بالأرقام الإحصائية لأعداد السائحين من خلال جودة أعمالهم، واستقبال السائحين، وتقديم كافة سبل الراحة لهم بما يضمن استمتاعهم بالرحلة وطيب الإقامة في الأحساء. وأضاف، أن انخفاض أسعار الخدمات مقارنة بالمناطق والدول الأخرى شجع على التوجه إليها، مؤكدا أن واحة الأحساء الزراعية، تستقبل يوميا وفودا سياحية أجنبية من مختلف دول العالم، بجانب استقبال العاملين والموظفين في الشركات والمؤسسات المختلفة، القادمين من مختلف مناطق المملكة الأخرى، إذ إن واحة الأحساء، تعتبر وجهة سياحية معروفة لدى الكثير من الوفود الأجنبية الزائرة للمملكة، لا سيما وبعد تحقيق واحة الأحساء الزراعية مراكز متقدمة في المرحلة النهائية لمنافسات عجائب الدنيا الطبيعية السبع في العالم. وأوضح العيثان، أن الأحساء تمتلك حالياً فنادق ومنتجعات ومتاحف ومقومات سياحية كثيرة، وهي بدورها ساهمت في حرص تلك الوفود على زيارة الأحساء، لافتا إلى أن ارتفاع نسبة الإشغال في الفنادق الشهيرة في بعض الأيام إلى 100%. وقال العيثان: إن الأحساء مقبلة على مشاريع سياحية وترفيهية وثقافية كبيرة. ومع اكتمال هذه المشاريع، ستحظى هذه الوظيفة بإقبال كبير من السائحين القادمين من خارج الأحساء، مبينا أن المشاريع الترفيهية الجديدة الجاري تنفيذها، والأخرى المزمع تنفيذها في الواحة الزراعية وفي شاطئ العقير، ستسهم بالتأكيد في مضاعفة عدد السياح، مما يؤكد حاجة الأحساء لكوادر مؤهلة في قطاع الإرشاد السياحي. وحول وجود تسعيرة معتمدة لأجور المرشدين السياحيين، قال العيثان: إنه لا توجد تسعيرة محددة، وإنما تعتمد على الاتفاق بين الطرفين، الذي يغلب عليه تحديد السعر تبعا للمدة الزمنية للجولة السياحية، لافتا إلى أن هناك مسارين سياحيين في الأحساء معتمدين من الهيئة العامة للسياحة والآثار في الأحساء، وهما: مسار وسط الهفوف الذي يتكون من عدة مواقع، وكذلك وسط الواحة الذي يمر على أكبر جزء تتوفر فيه عناصر سياحية معروفة كجبل القارة والمتنزه الوطني ومواقع العيون ومسجد جواثا، إلا أن بعض الوفود السياحية ومن خلال التقنيات الإلكترونية، يكون لديها مسار سياحي محدد تفضل الالتزام بتنفيذه، وبعض المرشدين السياحيين يضيفون بعض التعديلات الجديدة على برنامج المسار تبعا لرغبة السائحين. وذكر علي اليامي متقدم للحصول على رخصة في الإرشاد السياحي أنه يزاول حاليا الإرشاد السياحي منذ أكثر من 10 سنوات ماضية ب"المجان" على حد قوله وهو حاليا بصدد التقدم للحصول على الرخصة حتى يعمل بشكل رسمي، مبينا أن هوايته في الأعمال التطوعية من خلال البرامج الكشفية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، دعته لمزاولة هذه الوظيفة بطريقة عفوية من خلال استضافة الوفود الكشفية وفرق الرحلات الاستطلاعية، التي تضم مجموعة من الشباب السعودي من مناطق المملكة، والتنقل بهم داخل الأحساء، وتعريفهم بالمعالم السياحية والتراثية في الأحساء. وقال: إن الاستعانة بمرشد سياحي فيه العديد من المزايا من بينها التعريف بالمعالم المختلفة، اختصار في الجهد والوقت للوصول إلى الموقع، الدراية الكبيرة لدى المرشد السياحي عن المواقع، الاستعانة من خلال في الترجمة، تلبية طلبات السائحين، وسيلة التواصل بين السائح والعاملين في المواقع السياحية ومواقع الخدمات والتسوق. من جانبه، قال مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في الأحساء علي الحاجي، في تصريح إلى "الوطن" أن وظيفة "الإرشاد السياحي" هي الوظيفة الوحيدة التي يمكن للموظفين الحكوميين مزاولتها خارج وقت الدوام الرسمي، ولا تتعارض مع أعمال الوظيفة الحكومية، وهي بمثابة الدخل الإضافي، وهي من الوظائف المشجعة والجاذبة التي تسهم في تنمية السياحة. وأوضح أن هذه المهنة هي بمثابة "سفير لوطنك" من خلال التعريف بالوطن وإنجازاته، لافتا إلى أن مراحل الحصول على رخصة الإرشاد السياحي تمر بثلاث مراحل، وهي: إخضاع المتقدم لمقابلة شخصية، ودورة تدريبية لمدة أسبوع؛ لتزويد المتدربين بالمعلومات الأساسية النظرية والتطبيقية عن الإرشاد السياحي، وإجراء اختبار تحريري. وأضاف الحاجي، أن هناك 3 أنواع للرخصة، وهي: مرشد سياحي محلي لموقع واحد، ومرشد سياحي لمنطقة، ومرشد سياحي عام على مستوى المملكة، مشيرا إلى أن الهيئة مستمرة في تقديم الدورات التدريبية. يذكر أن فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في الأحساء منح أخيرا 12 رخصة إرشاد سياحي متنوعة ل12 شابا سعوديا لمزاولة المهنة بشكل رسمي.