شهدت المنتجعات والاستراحات الزراعية والنزل الريفية السياحية في الاحساء ومع حلول عيد الفطر المبارك إقبالاً كبيراً سجلت معه الحجوزات طفرة أغلقت معها أبوابها أمام الحجوزات منذ بداية شهر رمضان المبارك حتى بلغت نسبة الحجز 115 % حيث لجأ البعض لتأجير الاستراحة لأكثر من أسرة في اليوم الواحد ،ومن المنتظر أن تحقق هذه الاستراحات والنزل عوائد مادية كبيرة تتجاوز ال 11 مليون ريال خلال فترة العيد. وكشفت جولة ميدانية ل (الرياض) أن معظم اتفاقيات تأجير الاستراحات هي ل 12 ساعة فقط ،كما بينت أن قيمة الإيجارات لم تقل عن 1000 ريال ل 12 ساعة ،فيما وصلت إلى 3500 ريال ،وشدد صلاح البقشي " مالك منتجع العز" إلى أن أسعار المنتجعات مغرية جداً إذا ما قيست بأسعار الفنادق، ففي الوقت الذي يحجز فيه السائح غرفة واحدة في فندق راقٍ بنحو ألف ريال، فإنه سيكون تحت تصرفه فيلا كاملة ومعها المسطحات الخضراء والنخيل وبركة السباحة بمبلغ لا يتجاوز4 آلاف ريال ليوم كامل وقد يشترك في هذا المبلغ عدة أسر ذات قرابة مع بعضها ،معتبراً أن مثل هذه الأسعار مغرية جداً ومحفزة على تنشيط الحركة السياحة في الأحساء. الأسر باتت تبحث عن الهدوء والاستجمام في هذه المواقع وأكد ل (الرياض) عدد من ملاك الاستراحات والمنتجعات أنها باتت المقصد المحبب لدى الأسر ليس فقط خلال الأعراس وإنما خلال أيام الأعياد كذلك ، فالكثير بات يهرب من جدران المنازل ويبحث عن أحضان الطبيعة الخلابة لواحة الاحساء حيث النخيل والمياه الجارية والهواء.وأشار متابعون إلى أن تزايد الإقبال على استئجار الاستراحات أمر شجع الكثير من أصحاب المزارع الخاصة لتحويلها إلى استراحات ونزل ريفية جاذبة وتدر على صاحبها مبالغ جيدة،فيما قام بعض المستثمرين في شراء مزارع وتحويلها إلى منتجعات أو استراحات حتى شكل هذا الأمر ظاهرة اقتصادية واعدة قدر حجم الاستثمار فيها بأكثر من مليار ريال . تحويلها يثري التجربة السياحية المتكاملة التي تحث دوماً هيئة السياحة عليها وبين أحمد السعد "مالك منتجع شواهد بمدينة المبرز " أن الحجز مغلق لديه إلى اليوم التاسع من أيام عيد الفطر المبارك ،ولفت إلى أن من بين الحجوزات أسراً قطرية وبحرانية،وأسرا قادمة من مدينة الرياض والدمام والجبيل الصناعية، ويشير السعد أن أعداد السياح آخذ في الازدياد عاماً بعد آخر الأمر الذي خلق تنافساً لدى ملاك المنتجعات والاستراحات في تقديم منتج مميز يكون جاذب للسائح المحلي والخارجي. وبين هاشم الباروت " مالك استراحة درة الاحساء" إلى أن أرباب المنتجعات في الأحساء باتوا أكثر حرصاً من قبل على تهيئة وتوفير منتجعاتهم بكل ما يبحث عنه السائح من خدمات تدفعه للمكوث طويلاً لديها، وأضاف الباروت أن الهدوء وألعاب الأطفال وبرك السباحة والمسطحات الخضراء هي ما يبحث عنه مستأجر الاستراحة . واعتبر علي بن طاهر الحاجي مدير فرع الهيئة العامة للسياحية والآثار بالأحساء أن تنامي الإقبال على النزل والاستراحات والمنتجعات من السائح المحلي والخارجي مؤشر على تعافي الحركة السياحية في الاحساء،وأكد الحاجي أنه آن الأوان لتحويل هذه الاستراحات إلى نزل سياحية وإدخالها ضمن مشروع السياحة الزراعية الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والآثار والذي يحظى باهتمام كبير من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة وذلك بهدف إثراء التجربة السياحية المتكاملة،وعدم الاكتفاء بأن تكون مقراً للسكنى وحسب،وأشار إلى أنه بانضمامها للسياحة الزراعية سيصاحب ذلك تصنيف من قبل الهيئة لهذه الاستراحات لتقديم خدمة أفضل للزائر والسائح ، ولتنويع المنتج وصولاً إلى الاستمتاع وبالتالي إثراء التجربة السياحية . واستطرد الحاجي مشيراً إلى أن حجم الإقبال ذاته الذي تشهده المنتجعات والاستراحات ينسحب على الفنادق والوحدات السكنية المفروشة التي بدأت تسجل ارتفاعاً تصاعدياً عاما بعد آخر . وفي جولة سريعة على واحة الاحساء الزراعية سيلحظ الزائر حجم الاستراحات القائمة والأخرى الجاري تنفيذها،ووفقاً لتقديرات غير رسمية فإن عددها يتراوح ما بين 650 700 منتجع واستراحة ونزل ، ويعتبر الكثير أن هذه ظاهرة صحية تسهم في جذب أعداد كبيرة من سياح الداخل والخارج والزوار، الأمر الذي ينعكس إيجاباً في إنعاش الحركة الاقتصادية والاستثمارية في هذا القطاع الحيوي والمهم ، كما سيغري المستثمرين لتوجيه رؤوس أموالهم للاستثمار في هذا القطاع الوليد، وسيكون له إسهام كبير في التنمية السياحية والاقتصادية. الاستراحات باتت تتنافس لتقديم مايطلبة الزوار