وجد وفد من الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن الأحساء «مؤهلة وغنية بكل مقومات نجاح السياحة الزراعية»، التي تتجه الهيئة، إلى استثمارها ك«أحد أنماط السياحة المتعددة في المملكة»، مبدياً إعجابه بالعناصر السياحية في الأحساء. وكان وفد من الهيئة وعدد من شركائها من بعض الوزارات، زار الأحساء أخيراً، برئاسة المدير العام لتطوير المنتجات السياحية في قطاع التسويق والإعلام في الهيئة حمد آل الشيخ، للاطلاع على تجربة المنتجعات والاستراحات الزراعية، في خطوة سابقة تهدف لتقييم التجربة، قبل إطلاق برنامج السياحة الزراعية على مستوى المملكة، التي يقصد منها «زيارة السائح لمزرعة خاصة، أو مشروع زراعي، والاستمتاع بعدد من الأنشطة التي يتم تنظيمها أو تنفيذها على ارض المزرعة، إضافة إلى الإقامة لأيام عدة». وقال المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار في الأحساء علي الحاجي: «إن الوفد قام بجولة ميدانية على عدد من المنتجعات والاستراحات والمزارع المنتشرة في الأحساء، اطلع خلالها على ما تمتلكه هذه المواقع من مقومات وعناصر رئيسة في السياحة الزراعية، مثل السكن وأنواع الحيوانات»، مبيناً ان هذه الخطوة تأتي «للوقوف على ما يتطلبه هذا النوع من السياحة، وذلك قبل أن يقوم الفريق بوضع الشروط والقوانين المنظمة للسياحة الزراعية». وتعمل الاستراحات الزراعية في الأحساء، على استقطاب المواطنين لإقامة مناسباتهم الاجتماعية المنوعة. وتدخل خلال المواسم السياحية في «تنافس حاد» مع الفنادق والوحدات السكنية، وبخاصة للزائرين. ويفضل القادمون من دول الخليج، الذين يقضون أيام العيد بين أقاربهم في الأحساء، استئجار استراحة زراعية، كون أسعار الإيجارات في الفنادق والاستراحات الزراعية «متقاربة جداً». وتمتاز الاستراحات بمساحاتها الواسعة، وتُشعر الأسرة بأنها «ليست بعيدة عن بيتها، لتعدد مرافق الاستراحة. كما يمكنها دعوة أقاربهم لزيارتهم، وكذلك استقبال ضيوفهم، إضافة إلى أن أجواء النخيل توفر الشعور بأجواء النزهة والترفيه». ويفوق عدد الاستراحات الزراعية في الأحساء 600 استراحة. وعمل مالكو بساتين النخيل، على تحويل مزارعهم إلى استراحات زراعية للتأجير اليومي، كمشروع استثماري «مُربح»، مع مراعاة اختيار أسماء جاذبة سياحياً، مثل «منتجع» أو «قصر»، مع إضافة خدمات «مميزة»، مثل قاعات كبيرة للأفراح، واحدة للرجال وأخرى للنساء، وصالة طعام تتسع ل300 مدعو، ووجود مجلسين للرجال وللنساء، وبركة سباحة ومطبخ مجهز بلوازمه، وألعاب أطفال، وملاعب كرة. ويتوقع أن يعمل برنامج السياحة الزراعية، على رفع كفاءتها وقدراتها، استعداداً لدخولها في التنافس على الجذب السياحي المنظم، وفق شروط مُحددة من جانب «هيئة السياحة»، التي تبذل جهوداً مضاعفة، من أجل العمل على تنظيم قطاع الإيواء السياحي، ومنها المساكن القديمة والاستراحات الزراعية. وبدأت «السياحة» أخيراً، في تكوين رأي متصاعد النسبة، يبلور الإيمان بالتنوع الثقافي للمملكة، وأن حضورها العالمي لا ينبع من مكانتها الكبيرة على المستويَين الديني والاقتصادي فقط، وإنما هناك مكتسبات أخرى تحضر كمصادر رئيسة للتنوع والنهضة، مستفيدة من خبرات وبرامج الجهود العالمية للسياحة.