قام وفد من الهيئة العامة للسياحة والآثار في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي بزيارة إلى الأحساء ورأى أنها «مؤهلة وغنية بكل مقومات نجاح السياحة الزراعية»، التي تتجه الهيئة، إلى استثمارها ك «أحد أنماط السياحة المتعددة في المملكة»، مبدياً إعجابه بالعناصر السياحية في الأحساء. وجاءت زيارة الوفد المكون من الهيئة وعدد من شركائها من بعض الوزارات، قبل إطلاق برنامج السياحة الزراعية على مستوى المملكة، التي يقصد منها «زيارة السائح لمزرعة خاصة، أو مشروع زراعي، والاستمتاع بعدد من الأنشطة التي يتم تنظيمها أو تنفيذها على ارض المزرعة، إضافة إلى الإقامة لأيام عدة». يؤكد رجل الأعمال محمد بوخمسين أنه «منذ ذلك الوقت لم نسمع شيئاً عن هذا البرنامج الذي تحتاجه بشدة محافظة الأحساء». وأشار إلى أن الوضع السياحي في محافظة الأحساء يعتمد بشكل رئيسي على سياحة المزارع والتي تحولت بالفعل إلى نوع من المنتجعات التي تستقطب الزوار إلى المحافظة». مشيراً إلى أن غياب المنشآت السياحية الساحلية عن محافظة الأحساء جعل من المزارع البديل الجاهز والممكن». مؤكداً أن الكثير من المناطق السياحية في الكثير من الدول تقوم على هذا النوع من السياحة وأقربها بالنسبة لنا هي سورية ولبنان والأردن. من جانبه، أشار مهدي الخرس (تاجر) إلى أن الاستراحات الزراعية في الأحساء تعمل على استقطاب المواطنين لإقامة مناسباتهم الاجتماعية المنوعة. وتدخل خلال المواسم السياحية في «تنافس حاد» مع الفنادق والوحدات السكنية، وبخاصة للزائرين، ويفضل القادمون من دول الخليج، الذين يقضون أيام العيد بين أقاربهم في الأحساء، استئجار استراحة زراعية، كون أسعار الإيجارات في الفنادق والاستراحات الزراعية «متقاربة جداً». وتمتاز الاستراحات بمساحاتها الواسعة، وتُشعر الأسرة بأنها «ليست بعيدة عن بيتها، لتعدد مرافق الاستراحة، كما يمكنها دعوة أقاربهم لزيارتهم، وكذلك استقبال ضيوفهم، إضافة إلى أن أجواء النخيل توفر الشعور بأجواء النزهة والترفيه». ويفوق عدد الاستراحات الزراعية في الأحساء 600 استراحة. وعمل مالكو بساتين النخيل، على تحويل مزارعهم إلى استراحات زراعية للتأجير اليومي، كمشروع استثماري «مُربح»، مع مراعاة اختيار أسماء جاذبة سياحياً، مثل «منتجع» أو «قصر»، مع إضافة خدمات «مميزة»، مثل قاعات كبيرة للأفراح، واحدة للرجال وأخرى للنساء، وصالة طعام تتسع ل 300 مدعو، ووجود مجلسين للرجال وللنساء، وبركة سباحة ومطبخ مجهز بلوازمه، وألعاب أطفال، وملاعب كرة. وبدأت «السياحة» أخيراً في تكوين رأي متصاعد النسبة، يبلور الإيمان بالتنوع الثقافي للمملكة، وأن حضورها العالمي لا ينبع من مكانتها الكبيرة على المستويَين الديني والاقتصادي فقط، وإنما هناك مكتسبات أخرى تحضر كمصادر رئيسية للتنوع والنهضة، مستفيدة من خبرات وبرامج الجهود العالمية للسياحة. وأوضح عبدالله الملا (صاحب استراحة مزرعة) أن الحاجة إلى أماكن تقضي فيها الأسر أوقات ترفيه وتسلية دفعت بالكثير من الأسر الأحسائية إلى إقامة منشآت في مزارعها، وتحولت هذه المنشآت تدريجياً إلى ما يشبه المنتجعات بفعل الاستثمار فيها كمنتج استثماري يدر أرباحاً كبيرة في محافظة الأحساء. وأشار إلى أن «هيئة السياحة» مطالبة بأن تفيد في هذا القطاع بتحويله إلى قطاع سياحي متكامل، يخدم السياحة في المنطقة والمملكة، مضيفاً أن دورها لا يجب أن يقف عند حد إصدار القوانين والتشريعات، إذ ان المنتظر منها أكثر من ذلك بكثير، من قبيل تسهيلات في البنية التحتية، والتنسيق مع وزارة الزراعة ووزارة النقل وأمانة المحافظة للقيام بدور فعال في نمو هذا النوع من السياحة.