لا يملك من يبدأ قراءة كتاب "سلطان الخير رمز الحب والبناء" للواء ركن الدكتور الأمير بندر بن عبدالله بن تركي بن عبدالعزيز إلا أن يكمله لآخر صفحاته ال450، التي ضمت مئات الصور عن مسيرة عمرها 60 عاماً لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله. خلال تصفح الكتاب، يخيل للقارئ أن الصور لا تروي مسيرة الأمير سلطان فحسب، بل تاريخاً عمره عشرات السنين لتأسيس المملكة العربية السعودية، ولم يقتصر على ذلك فقط، بل أورد صوراً قديمة لمدينة الرياض، وذلك عبر مجموعة منتقاة من الصور، يصلح لأن يكون مرجعاً شاملاً لمؤرخي سيرة العائلة المالكة، وكذلك لطلبة العلوم التاريخية والسياسية - بحسب المشرف على جمع وانتقاء الصور في الكتاب منظور أحمد. تناول الكتاب جوانب مهمة من حياة الأمير سلطان خلال طفولته، وشبابه، ومع أبنائه وأحفاده، وإبان تقلده لعديد من المناصب على مدى عقود ماضية، ومنها توليه إمارة الرياض (1366 1372)، ووزارة الزراعة (1373 1375)، والمواصلات (1375 1380)، ووزارة الدفاع والطيران منذ عام 1382، وصولاً إلى ولايته للعهد منذ عام 1426 إلى وفاته. وشمل أيضاً صوره إلى جوار الملك المؤسس وأبنائه الملوك من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد – رحمهم الله –، وبقية إخوته من أفراد الأسرة المالكة، وصوراً تؤرخ مناسبات كثيرة خلال ولايته للعهد، وصور لزياراته الخارجية ولقائه بكثير من زعماء العالم إبان توليه وزارات المواصلات والزراعة والدفاع، ولم يغفل الكتاب الصور الخاصة لسموه خلال أدائه لمناسك العمرة، وأيضاً اهتماماته بالحياة الفطرية، ورعايته للأيتام، والرياضة، والأعمال الخيرية، وغيرها. يبدأ الكتاب بمقدمة كتبها الأمير تركي بن سلطان قال فيها: "إن الحديث عن سيدي الوالد الأمير سلطان بن عبدالعزيز رمز الخير والنماء والبناء، يبدأ ولا ينتهي فهو الأب والمربي والقدوة، تربينا في مدرسة سلطان على احترام الآخرين صغاراً كانوا أو كباراً، وتقديم العون والرعاية لكل محتاج، هو مدرسة إنسانية في الحب والكرم والبشاشة"، ثم سيرة مختصرة للأمير سلطان. واختتم بصور استقبال خادم الحرمين الشريفين له خلال عودته إلى الرياض بعد الرحلة العلاجية لسموه، إضافة إلى الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة. يقول منظور عن الكتاب "لقد استخدمت خبرة 40 عاماً كي أنتقي بتدقيق الأكثر أهمية وتعبيراً بين آلاف الصور الرائعة والمهمة من مجموعات صور فريدة جمعتها من بلدان عديدة حول العالم، هذه المجموعات والتصنيفات أخذت أكثر من عام من الجهد والعمل الذي لا يكل لإخراجها".