نوتينغهام يواصل تألقه بفوز رابع على التوالي في الدوري الإنجليزي    مدرب الأخضر "رينارد" يكشف عن آخر مستجدات مواجهة العراق في خليجي 26    في أدبي جازان.. الدوسري واليامي تختتمان الجولة الأولى من فعاليات الشتاء بذكرى وتحت جنح الظلام    طارق السعيد يكتب..من المسؤول عن تخبطات هيرفي؟    عمومية كأس الخليج العربي تعتمد استضافة السعودية ل"خليجي 27″    السلطات الجديدة في سوريا تطلق عملية بطرطوس لملاحقة «فلول النظام المخلوع»    وزارة الثقافة تُطلق المهرجان الختامي لعام الإبل 2024 في الرياض    بموافقة الملك.. منح وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة ل 200 متبرع ومتبرعة بالأعضاء    السعودية: نستنكر الانتهاكات الإسرائيلية واقتحام باحة المسجد الأقصى والتوغل جنوب سورية    الجيش اللبناني يتهم الاحتلال الإسرائيلي بخرق الاتفاق والتوغل في مناطق جنوب البلاد    أسبوع أبوظبي للاستدامة: منصة عالمية لبناء مستقبل أكثر استدامة    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    الإحصاء: إيرادات القطاع غير الربحي في السعودية بلغت 54.4 مليار ريال لعام 2023م    السعودية رئيسًا للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة "الأرابوساي" للفترة ( 2025 - 2028 )    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    «الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    وطن الأفراح    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    المملكة ترحب بالعالم    حلاوةُ ولاةِ الأمر    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    مسابقة المهارات    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلطان بن عبد العزيز . . . . الإنسان والإنجاز
في أمسية ثقافية بالنادي الأهلي .. د. سامي المهنا يحاضر نيابة عن المؤرخ محمد القدادي
نشر في الندوة يوم 23 - 01 - 2010

منذ لحظات الوفاء والإنسانية من ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي استقبل فيها أخاه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام اثر عودته إلى ارض الوطن بعد رحلته العلاجية والسرور والبهجة والحبور يشع في كل مكان وبين جنبات وانحاء هذا الوطن وفي وسط قلوب مواطنيه . وبهذه المناسبة نظمت إدارة النادي الأهلي بجدة بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة أعضاء الشرف أمسية بعنوان ( سلطان بن عبدالعزيز ...... الإنسان والانجاز) ألقاها الخبير الإعلامي الدكتور سامي المهنا نيابة عن المؤرخ والكاتب الأستاذ محمد بن علي القدادي نظرا لظروفه الصحية الصعبة فيما قدم الأمسية الإعلامي المخضرم الدكتور حسين نجار وحضرها نائب رئيس النادي الأهلي خالد باسهل وأمين عام النادي الدكتور عمار عبدالمنعم أمين والمشرف على فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكة المكرمة الاستاذ سعود الشيخي والأديب الشاعر مصطفى زقزوق وعدد من أعضاء الشرف وحشد جماهيري وعدد من الأكاديميين والمثقفين وزملاء الوسط الإعلامي والصحفي. وتضمنت المحاضرة لمحات عن سيرة ومسيرة الأمير سلطان بن عبدالعزيز من خلال أسرته ونسبه وتعليمه ومناصبه الهامة التي تولاها في كل من إمارة منطقة الرياض ووزارة الزراعة ووزارة المواصلات ثم وزارة الدفاع والطيران والنائب الثاني وأخيرا ولايته للعهد – يحفظه الله ، كما تناولت السمات الشخصية والإنسانية وادوار سموه القيادية .
وقد قدم الدكتور حسين نجار للمحاضرة بتعريف عن المؤرخ محمد القدادي وبالتعريف أيضا عن الدكتور سامي المهنا الذي بدأ المحاضرة بشكره للنادي الأهلي وقلبه النابض الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة أعضاء الشرف ورئيس مجلس إدارة النادي الأستاذ عبدالعزيز العنقري وكافة القائمين على هذا النادي.
وأكد الدكتور المهنا في بداية المحاضرة أن سمو ولي العهد كان ولا يزال داعما رئيسيا لكافة الرياضيين بتوجيهاته ودعمه المالي السخي مما حقق للرياضة السعودية الشئ الكبير ما جعلها تقفز إلى العالمية وهو ما نشهده على الساحة الرياضية اليوم وقال إننا عندما نتحدث عن الشخصية الفذة التي لا تخرج عن ذاكرة الأجيال فربما نذهب بعيداً إلى بعض الشطآن الدافئة في استراحة نتحدث فيها بعمق بحر مدينة جدة وبعض رمال الصحراء الشاسعة .
نتحدث عن صاحب السمات الإنسانية الفريدة ... نتحدث بكل سنبلة آتت أكلها في كل حين ... نتحدث بمجد النخلة التي أصلها ثابت في الأرض وفرعها في السماء .
لن نسهب في مفردات اللغة الفصحى ولا في الجانب الأكاديمي وان كانت شخصية سمو ولي العهد تفرض علينا ذلك ولكننا نعرض حكايات ومواقف لرجل الدولة وأمير الإنسانية ذلك إن الرجال العظماء يسطرون تاريخهم بأقلام من ذهب وعادة الكبار عندما يشكل الواحد فيهم رجلاً في امة ولابد لنا أن نتعرف على سيرة ومسيرة هذا الفارس النبيل وولادته وأسرته ونسبه وأدواره القيادية .
مولده ونسبه
ولد الأمير سلطان في مدينة الرياض سنة 1349ه وتربى في كنف والده المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه كغيره من الأبناء على أسس التكوين الإداري والأخلاقي لأسرة وضعت مجدا لوطن كبير هو المملكة العربية السعودية .
هو سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ينتهي نسبه إلى بكر بن وائل من بني ربيعة .
والدته هي حصة بنت احمد السديري نسبها إلى البدارين من الدواسر أقاموا في الغاط . ولدت سنة1318ه وتزوجت الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن سنة 1331 ه وعمرها 13 عاما أنجبت سعد بن عبدالعزيز الذي توفى سنة الرحمة 1337ه .
انفصلت عن الملك عبدالعزيز وتزوجها أخوه محمد بن عبدالرحمن وأنجبت منه عبدالله ثم انفصلت عنه وتزوجها الملك عبدالعزيز مرة أخرى لتنجب له الأمراء السبعة وهم :
فهد بن عبدالعزيز - سلطان ( شخصيتنا التي نتحدث عنها هذه الليلة - عبدالرحمن بن عبدالعزيز - تركي بن عبدالعزيز - نايف بن عبدالعزيز- سلمان بن عبدالعزيز-احمد بن عبدالعزيز، كما أنجبت سبع بنات أخريات .
كانت حصة السديري شخصية ثرية حرصت أن تلتقي يوميا بابنائها وبناتها وأحفادها على الغداء تجذرت في العمل الخيري. تحب وتهوى مجالسة الفقيرات والضعيفات ،تستقبل الشفاعات، ونشرت العلم ودرّست بناتها في المنزل وأحضرت لهن معلمات ، كما طبعت الكتب الدينية ونشرتها على نفقتها وكانت تكره أن تستمع في مجلسها إلى نميمة أو أحاديث عن أي احدٍ كان وتمنع من يكرر في مجلسها.
توفيت حصة السديري عام 1389 ه عن (71 )عاما والأمير سلطان كان يحضر القمة العربية في المغرب بمعية الملك فيصل واضطر إلى مغادرة القمة والعودة للمشاركة في دفنها.
تعليم الأمير سلطان
درس على يد الشيخ السناري وتلقى تعليمه في الكتاتيب ثم التحق بمدرسة احمد العربي التي لم تدم طويلا وهنا ختم القرآن قراءة في 6/7/1353 ه حتى افتتح الملك عبدالعزيزمدرسة الأمراء ومديرها الشيخ عبدالله خياط وتخرج منها سنة 62ه
في مدرسة الأمراء تعلم فنون الخطابة وكانت أول خطبة يلقيها في جمادى الآخرة 1353ه بمناسبة عودة الأمير سعود بن عبدالعزيز للديار النجدية.
( ونعرف جميعا إننا نستخدم المصطلحات التي كانت قائمة في ذلك الوقت ) .
ألقى سلطان بن عبدالعزيز خطبته الثانية في شعبان سنة 1357ه بمناسبة عودة الأمير سعود بن عبدالعزيز من أوروبا والقى خطبته الثالثة في 14/7/1358ه بمناسبة ختم الأمير متعب بن عبدالعزيز للقرآن الكريم .
زملاء سلطان في الفصل
الأمراء بندر بن عبدالعزيز – مساعد بن عبدالعزيز – عبدالمحسن بن عبدالعزيز- مشعل بن عبدالعزيز- عبدالرحمن بن عبدالعزيز- .
وظل الأمير سلطان يدرس يوميا ثلاث حصص صباحية ثم يخرج مع الملك عبدالعزيز إلى الباطن والبديعة في الصيف وفي المساء يتلقى ثلاث حصص أخرى بمسجد قصر البديعة .
غاب مرة واحدة أثناء دراسته في 17/5/1356ه لاستقبال الأمير سعود بن عبدالعزيز وغاب في يوم اخر بعد استئذانه في رحلة قنص وحضر في اليوم التالي مباشرة لكن بقية الأمراء لم يحضروا .
تمتع وإخوانه في 6/7/1356ه بمقاعد دراسية جديدة وفي نفس العام فوجئ الشيخ عبدالله خياط بطلب الأمير سلطان برغبته في تعلم اللغة الانجليزية.
تخرج في 6/8/1362ه بشهادة الابتدائية في حفل حضره الأمير سعود بن عبدالعزيز الذي قام بتسليمه الشهادة .
علاقته مع الأمراء
كانت تربطه علاقات متميزة ووثيقة ببعض الأمراء فقد ظل حريصا على تواصله واللقاء بهم وهم :
الأمير عبدالله الفيصل- الأمير مشعل بن عبدا لعزيز- الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز- الأمير سلمان بن عبدالعزيز- الأمير خالد الفيصل.
أبناء الأمير سلطان
له33 من الأبناء والبنات أكبرهم خالد وأصغرهم محمد واكبر البنات نوف وأصغرهن هيفاء .
له موقف حازم مع ابنه خالد عندما أراد أن يلتحق بكلية سانت هرست البريطانية ابلغه الأمير سلطان : (هذا لا يجوز بل مستحيل إلا لمن حصل على الثانوية وعليك أن تشد من أمرك في الدراسة حتى تصل لمبتغاك وإلا لا توريني وجهك)!.
إمارة منطقة الرياض
• صدر الأمر الملكي بتولي الأمير سلطان إمارة منطقة الرياض في شهر4/1366ه في ظل وجود الملك وولي العهد وكان من مهامه الاهتمام باحتفالات الأعياد كما يكون دوما في صدارة مستقبلي الملك ويولم لضيوف الدولة .
• من المشاريع التي اشرف عليها ونفذها فتح شارعين حديديين عرض( 16 )متراً من بوابة الثميري إلى البوابة الشرقية والأخرى من بوابة السلام القديمة إلى قصور الأمراء ( قصر الملك عبدالعزيز بالفوطة شمالا ) وقد استفاد كثير من الموطنين من هذا المشروع بتسلمهم تعويضات مالية كبيرة .
• تم تنفيذ طريق المطار إلى القصر وطريق الرياض إلى الخرج وحرص على إيجاد طرق متعددة للجمالة وحل مشكلة المياه في الرياض واشترى آلات لجلبها من الباطن والبطحاء وتابع انجاز محطة السكة الحديدية .
• انشأ إدارة للمطافئ ورفع قرارا بتشكيل شركة للكهرباء ووافق الأمير سعود بن عبدالعزيز على إعطائها امتياز مائة سنة وإعفائها من الجمارك .
• استقال الأمير سلطان من إمارة الرياض في شهر 4/1372 ه لعارض صحي.
وزير الزراعة
صدر الأمر الملكي بتولي الأمير سلطان كأول وزير للزراعة عام 1374ه وحرص على إنشاء مدرسة زراعية وعلى ابتعاث عدد من الطلاب وواجه فور توليه اكبر مشكلة زراعية وهي مقاومة الجراد الذي اجتاح المملكة وشكل له غرفة طوارئ ورصد لهذه المكافحة مبلغ مليون ريال .
قام بزيارة إلى مصر في 8/10/1374 ه ليطلع على تقدمها في المجال الزراعي والتقى وقتها بالرئيس عبدالناصر .
وفي مجال الثروة الحيوانية والسمكية عمل على تكاثرها والحفاظ على نوعياتها ومصائدها ووقع اتفاقيات مع منظمة الأغذية والزراعة الدولية وإمداد المملكة بالخبراء .
رفع للملك سعود بن عبدالعزيز طلبا بإنشاء أول شركة مساهمة للمياه بمدينة الخبر وفي عهده تم إنشاء أول محطة أرصاد مناخية بالجوف واول محطة قياس للسيول في جازان ولا يزال اهتمام الأمير سلطان بالمياه مستمرا الى اليوم بإيجاده جائزة الأمير سلطان للمياه وكرسي الأمير سلطان للمياه .
وزير المواصلات
عُين الأمير سلطان وزيرا للمواصلات في 20/3/1375ه بعد إعادة إنشائها .وفي مجال الطرق تمت في عهده أضخم الانجازات من أهمها الطريق الذي يربط مكة بالدمام مرورا بالرياض وطريق جدة مكة وطريق الرياض القصيم وفي عهده أيضا اشرف ونفذ طريق الهدا ووضعت في هذا الوقت دراسات لطريقي الطائف -أبها وجدة- جازان ووسع في ميناء الدمام وانشأ بجدة محطة ساحلية لإرشاد السفن، هذا في مجال الطرق.
أما في مجال الهاتف فقد بدأ في عهده الاتصال الدولي مع دول العالم وكان يحرص على الاتصال بوزير المواصلات في كل دولة مفتتحا الاتصال .
اوجد فروع السنترالات في كل مدينة ومراكز لاسلكية وترانك واوجد مباني للهاتف وتوسعات وتجديدات للمباني القائمة وتوسع في إنشاء الخطوط الهاتفية داخل المدن وربط اتصال المدن بعضها ببعض وكان يمثل في ذلك الوقت قفزة غير عادية .
بعض التوسعات وصلت في مدينة جدة إلى( 2000 )خط مثلا . وادخل لأول مرة الهاتف الآلي الذي يستطيع تحديد رقم المتصل وفي البريد اوجد رحلات جوية يومية للبريد واوجد البريد الجوال ونشر مكاتب للبريد أيضا.
وزارة الدفاع والطيران
الأمير سلطان هو أقدم وزير للدفاع في العالم وكان من أوائل القرارات التي حرص عليها بعد صدور الأمر الملكي الكريم بتوليه حقيبة وزارة الدفاع والطيران هي تحسين رواتب الجنود والضباط واوجد منظومة للدفاع وليست للعدوان جيشا لا يقاتل إلا إذا قوتل كما يحدث الآن في جنوب المملكة مع الحوثيين .
دعم قدرات القوات المسلحة السعودية بما نشاهده اليوم حاضرا للعيان وأخرها تزويدها بطائرات التورنيدو الحربية وعمل منذ البداية على إيجاد قوة للدفاع الجوي وهيئة المساحة العسكرية والأشغال العسكرية ونشر التخصصات في الكليات العسكرية في مجال الطيران والدفاع في الكليات العسكرية وأوجد مشاة للبحرية والمدن العسكرية في شتى أنحاء المملكة والقواعد الجوية وأعمال الأمير سلطان واضحة لنا لكنه في هذا المجال اهتم بالإنسان فاوجد إدارة للشئون الدينية ومسابقات للقرآن الكريم وبناء المساجد ومسابقات دولية على مستوى حفظة كتاب الله في وزارات الدفاع العربية ومسابقات دولية إسلامية أخرى على مستوى حفظة كتاب الله وسخر طيران الجيش لخدمة الحجيج .
أيضا اهتم ببناء المدارس على احدث المستويات في جميع القواعد والمدن العسكرية واشرف وتبنى قرار مشاريع الإسكان لجميع الأفراد والضباط في جميع مواقع الجيش ولم يكتف بهذا بل حرص على إنشاء اكبر وأفضل المستشفيات العسكرية والعالمية وانتقل نقلة نوعية في مجال طيران الإخلاء الطبي الذي أصبح الآن بأكثر من ثلاثين طائرة نقلت منذ عام 1400ه وحتى اليوم أكثر من (30) الف مريض .
اتخذ الأمير سلطان قرارا هاما في صحراء الجزائر بإحداث نقلة نوعية أخرى وذلك بإنشاء مستشفى جراحة القلب وكلف الأستاذ الدكتور محمد الفقيه بالإشراف عليه وأنجز خلال 18 شهرا واوجد له إدارة مستقلة عن المستشفى العسكري بالرياض وزار هذا المستشفى أكثر من( 200) الف مريض حتى الآن أجريت للمئات منهم عمليات زراعة القلب واهتم سموه بتبني حملات تثقيفية صحية على نفقته الخاصة وفي وزارة الدفاع اهتم أهم مشروعين على الإطلاق هما :
- الخزن الاستراتيجي
- التوازن الاقتصادي
وأعطى المطارات أهمية خاصة فانشأ المطارات الدولية العملاقة والداخلية التي وصل مجموعها إلى 27) مطارا.
الأصعدة السياسية
على صعيد مجلس التعاون لدول الخليج العربية فالأمير سلطان يحظى بثقة خاصة من قبل ملوك وامراء المجلس وعلى صعيد العالم العربي فقد كان ولا يزال له أدوار كبيرة في راب الصدع العربي وهو قائد عملية مجلس التنسيق السعودي اليمني .
حضر خمسة قمم مترأسا وفد المملكة إحداهما خليجية والثانية عربية وثلاث على مستوى الامم المتحدة .
أهتم على مستوى المملكة العربية السعودية بترؤس لجنة الإصلاح الإداري وأثرها واضح على جميع الأجهزة الحكومية وفي مجال التعليم تولى منصب نائب رئيس اللجنة العليا لسياسة التعليم وظل يحرص على العلم ودعمه بحضور المناسبات العلمية ودعمه للقضايا التعليمية وتكريم العلم والعلماء ، وتبنى القرارات العلمية في الجامعات وعمل على إيجاد أوقاف خاصة لها والتبرع الدائم لها بعشرات الملايين .
يحرص سموه في أي زيارة عمل خارجية أن يستقبل الطلاب المبتعثين في الخارج ويحرص على تكريمهم معنويا وماديا وفي مجال الثقافة أعطاها من اهتمامه الشئ الكثير واصدر على نفقته موسوعة سيرة الملك عبدالعزيز في الوثائق الأجنبية .والموسوعة العربية العالمية ومعجم العلماء ورمم على نفقته الخاصة قصر شبرا في الطائف وقدم تبرعا سنويا لسوق عكاظ( ب)2 مليون ريال .
جوانب رياضية
ولم يكتف الأمير سلطان بهذا بل اهتم بالرياضة الأهلية منذ شبابه بحضور المباريات سواء في مكة أو جدة أو الرياض وتقديم الهبات والهدايا إلى اللاعبين وكانت أول مباراة رعاها عام 1378ه في الظهران بين منتخبي الدمام والظهران وسلم كاس التحدي بينهما لمنتخب الدمام الذي فاز في المباراة وظل يدعم الأندية واللاعبين وعلاجاتهم وعلاج أسرهم ويستقبلهم استقبالات رسمية .
وقام برعاية بطولات كاس الملك وكاس ولي العهد وهو لازال نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وأعاد سموه دوري مناطق المملكة العسكرية وإقامة المنشآت الحديثة في كل منطقة وأمر بتشكيل المنتخب العسكري للمشاركة في المناسبات الدولية كما الحق المملكة بالسيزن الدولي واستقبال أبطال المملكة العسكريين فهو يرى أن الرياضة تخلق روح التنافس والسمو العسكري.
هوايات شخصية
أما هواياته الرياضية فهو من عشاق الخيل والمشاركة بخيوله في السباقات الدولية وحقق المركز الأول في باريس والأردن وكذلك داخل المملكة ويهوى الإبل ويحرص على قضاء وقت معها من العام ويقتني أفضلها .
الأمير سلطان ظل إلى وقت قريب من عشاق القنص داخل المملكة وخارجها فهو يهتم باقتناء الصقور بأنواعها ومن اعز صقوره ( عجيب وعريان ) ويعشق الأشقر منها وعند خروجه للقنص يستيقظ قبل الأذان ويصلي الفجر ويشرب القهوة ويتحدث مع رفقائه عن المقناص لينطلق في السابعة صباحا حتى يعود على وقت المضحى بصيده من الحبارى ثم يؤدي صلاة الظهر ويتناول طعام الغداء ثم يصلي العصر لينطلق مرة أخرى إلى القنص حتى قبيل أذان المغرب .
إنسانيات سلطان
في مجال البيئة أوجد جائزة البيئة واختير ضمن عشرة رجال عازمين على حماية كوكب الأرض في العالم وقدمت له جوائز وشهادات تقديرية عالمية أخرى.
و في مجال الإعلام اهتم بدعم الإعلاميين وعلاجهم مثل ريما الشامخ مذيعة التلفزيون السعودي ومعتوق شلبي المسئول بوزارة الإعلام وطلعت وفا مساعد رئيس تحرير جريدة الرياض رحمه الله والزميل عبدالرزاق السنوسي مدير تحرير جريدة اليوم الذي تعرض لحادث مروري ذلك أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز يؤمن إيمانا كاملا بدور الفكر وان الفكر هو الباقي وان بابه وقلبه مفتوح دائما للإعلاميين ويقف مع المثقل منهم وآخر مواقفه ما تبناه معالى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي حصل على موافقة سموه الكريم بتمديد وإقامة فترة وعلاج الزميل الشاعر والمثقف / محمد الثبيتي الذي يتلقى العلاج في مدينة سلطان الإنسانية .
ولا يمتنع سمو ولي العهد من دعم رسالة الصحافة والإعلام فهو يشيد ببعض الصحف عندما تستحق ذلك ويحرص على حضور المناسبات إعلامية مثل افتتاح جريدة الوطن. ومن إنسانياته علاج الأسر المنكوبة المحتاجة بالآلاف وما تأسيسه لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية إلا وجه من وجوه الخير ويتبنى سمو ولي العهد إقامة آلاف المساكن في أنحاء المملكة والمدارس وابتعاث الطلبة من جيبه الخاص وخدمة المعاقين، كما ساهم بشكل فعال في الشفاعات بين الأسر السعودية ومن إنسانياته عتق الرقاب بالمئات والمواساة لهم بدفع الملايين .
الأمير سلطان هو حاضن وراعي وداعم مستمر لجائزة الملك فيصل العالمية وجائزة خدمة الإسلام العالمية وفاءً لأخيه الملك فيصل ، ومن إنسانيته النادرة التي لا يعرفها الناس تربية أبنائه وبناته بحنوة مفرطة وهو ما عبر لنا به الأستاذ بندر بن عثمان الصالح ابن المربي الفاضل ما دونه من قصص في أرشيفه الخاص تحكي بحر الحنان الجارف والأبوة المفرطة للأمير سلطان على أبنائه التي تؤكد انه أب قبل أن يكون حاكماً.
وتناول الدكتور المهنا في ختام المحاضره سرد بعض القصص والمواقف الإنسانية بطرح سؤال على احد الحاضرين : هل يتخيل احدنا ان يشاهد سمو ولي العهد وهو يمشي على احد الأرصفة في احد الشوارع العامة أو يركب سيارة نقل ( الونيت) حيث نجد أن أكثرنا يتندر بوسيلة النقل هذه لكن الأمير سلطان بن عبدالعزيز فعلها والقصة انه كان يركب برفقة أخيه الملك فهد بن عبدالعزيز بعد خروجهم من جلسة مجلس الوزراء ليلا واستأذن من الملك ان ينزله ليركب في سيارته ويكمل مشواره لزيارة إحدى المريضات في مستشفى الملك فيصل التخصصي ظناً من سموه أن سيارته خلف سيارة الملك فهد واستمر مشيه على الرصيف لأكثر من عشرين دقيقة حتى وصل احد العمال من الأردن الشقيق بسيارته الونيت فطلب منه الأمير سلطان أن يوصله المستشفى التخصصي فارتعد العامل واقشعر بدنه ولكن سمو الأمير طمأنه وشكره بعد إيصاله وطلب منه أن يراجع مكتبه الخاص في اليوم التالي ، وبعد أن أنهى سموه زيارته للمريضة رفع سماعة الهاتف بمنتهى الهدوء ليطلب سيارته دون غضب أو حنق .!
الموقف الثاني عندما أراد الأمير خالد الفيصل أن يدعو سمو ولي العهد على طعام العشاء بعيداً عن النمط التقليدي ووافق الأمير سلطان على دعوته في احد المطاعم العامة بمدينة جدة ولكنه اشترط على مضيفه خالد الفيصل أن يكون العشاء خال من أي مظاهر الأمن ووسط الناس ومع الناس .
ورتب الأمير خالد الفيصل مع صاحب المطعم الذي اقترح بإخلاء المطعم فرفض الأمير خالد ذلك تنفيذاً لتوجيهات سمو ولي العهد وبذلك كانت ليلة جميلة لذوي الحظ العظيم الذين تناولوا العشاء مع سمو ولي العهد بمنتهى الأريحية وبعيدا عن الأجواء الرسمية .
وقال المهنا إن هذه بساطة سلطان بن عبدالعزيز الإنسان وهناك قصة ابن دمخ الذي يقول: ( إنني اعرف سلطان زي ما تعرفوه في التلفزيون وتربطني به علاقات وطيدة منذ سنوات ويحكي بداية القصة عندما انقطعت به السبل وتعطلت سيارته على الطريق بين المجمعة وحفر الباطن لأكثر من يوم حتى فوجيء بثلاث سيارات في تلك الليلة وإذا بسلطان بن عبدالعزيز ينزل من السيارة ويستفسر منه عن مشكلته ويقله معه في سيارته لسكنه بل ويستجيب لدعوته على العشاء في منزله المتواضع ومن يومها - على حد تعبير ابن دمخ - إن علاقتي بسلطان لم تنقطع حتى اليوم).
على أية حال إن مواقف الأمير سلطان بسماته الإنسانية والشخصية كثيرة ومتعددة وقد يطول الحديث بسردها عدا أدواره القيادية حيث حظي بثقة الملوك سعود بن عبدالعزيز وفيصل بن عبدالعزيز وخالد بن العزيز وفهد بن عبدالعزيز وحاليا مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث ظل سموه مرافقا أساسيا لهم في رحلاتهم الخارجية .
موقف شخصي للدكتور المهنا
واختتم الدكتور سامي المهنا المحاضرة بسرد قصة عن شخصه الضعيف بعيدا عن محاضرة المؤرخ محمد القدادي فقال : (أثناء افتتاح الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله لأكبر مدينة عسكرية وهي مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن ،قمت بطرح سؤالي على الملك فهد بن عبدالعزيز بعد رفعه للعلم والذي كان - أي السؤال- مبنيا على معلومات خارجية خاطئة وذلك عندما كنت مديرا لتحرير جريدة عكاظ بالرياض وكان رد الملك على سؤالي حازما وصارما ولاحظ سمو الأمير سلطان ارتباكي وحالة الذعر والوجوم التي أصابتني اعتقادا مني أن غضب الملك موجها لي شخصيا وبعد المؤتمر الصحفي واجهت بعض اللوم والتحفظ من رجال الأمن وبعض الزملاء من الوسط الإعلامي وكانت مفاجأتي كبيرة مدهشة عندما طلب الأمير سلطان إحضاري إلى مقر إقامته في حفر الباطن بعد توديع الملك وكانت البسمة التي تشع دوما على محياه هي مفتاح اللقاء عندها فاجأني وطمأنني وخفف من روعي وشرح لي أهداف تلك الجهات الأجنبية وتصيدها للمملكة ووجهني وقدم لي درساً بعدم استقاء معلومات رجل الإعلام والصحافة من الخارج بل وأكرمني ماليا بما لم يكن في مخيلتي!
هكذا ومنتهى التواضع والبساطة يتعامل سلطان في المواقف الصعبة وغيرها مع الأحداث فهو الإنسان قبل ان يكون رجل الدولة والمسئول الكبير .
وفي نهاية المحاضرة قام أمين عام النادي الأهلي الدكتور عمار عبدالمنعم أمين بتقديم درعين من النادي الأهلي لكل من صاحب المحاضرة المؤرخ محمد القدادي والمحاضر بالنيابة الدكتور سامي المهنا كما قدم درعين آخرين لمدير فرع وزارة الثقافة الإعلام بمكة المكرمة الأستاذ سعود الشيخي والإعلامي المخضرم الدكتور حسين نجار .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.