في الوقت الذي تواجه فيه أفلام "سينما اليوتيوب" التي يعرضها الشباب السعودي عن بعض القضايا في المملكة انتقادات، حيث وصفها البعض بالعشوائية وغير المنظمة، مشيرين إلى أنها لا تتماشى مع طبيعة المجتمع السعودي، اعتبرها البعض بمثابة علامة فارقة في حياة الشباب، حيث أتاحت لهم فرصة عرض قضاياهم أمام الجهات المسؤولة والرأي العام من خلال الإعلام الجديد. من جهته، يرى المخرج والمنتج السينمائي ممدوح سالم أن "التوجه الذي نشاهده على موقع اليوتيوب يعتبر نوعاً من الاستفادة من الإعلام الجديد لعرض قضايا المجتمع بطرق تصل للمشاهد بشكل مبسط"، مضيفاً أن هناك أفلاماً جيدة تعالج بعض الموضوعات من جميع الجهات سواء السلبية منها أو الإيجابية. واعترف بأن موقع اليوتيوب يظهر الموهبة السعودية التي تتسم بالكوميديا، كما يسهم في عرض القضايا بطرق أكثر حرية، خاصة وأن هذه الأفلام تحمل جرأة في الطرح على المستوى الاجتماعي، وتجارب تعبر عن هموم المجتمع. وأضاف سالم أن مساحة الرأي أكبر على اليوتيوب، مما يدفع المواطنين لبث آرائهم من خلال هذه المواقع، ويكون ذلك حافزاً لهذه المواهب على الانتشار والتوسع. واعتبر أن أفلام اليوتيوب تمثل تعويضاً عن غياب السينما في السعودية، مضيفاً أن غيابها، على حسب تعبيره، له أبعاد اقتصادية وثقافية واجتماعية، مشيراً إلى الدراسة التي أجراها الباحث السعودي خالد الفرم بعنوان "المجتمعات العربية الأكثر تصفحاً للإنترنت"، حيث ظهر أن المجتمع السعودي أكثر المجتمعات استهلاكا في استخدام الإنترنت. وطالب سالم المجتمع بالاطلاع على أفلام اليوتيوب لتغيير النظرة الدونية تجاه هذه الأفلام، مما قد يساهم في فتح المجال أمام دور السينما للتعبير عن هوية المجتمع السعودي وعاداته وتقاليده. من جهته، أكد المخرج السينمائي والكاتب توفيق الزيدي أن أفلام اليوتيوب ترسل رسائل عشوائية غير منظمة، لافتاً إلى أن جميع من يبث هذه الأفلام هم من الهواة السعوديين. وأضاف أن هدف البعض، خاصة من يبثون رسائل كوميديا هو جذب أكثر المشاهدين والباحثين عن التسلية، مفيداً أن ذلك لا يمنع من انتشار هذه الأفلام ومشاهدات اليوتيوب، مشيراً إلى أن الرقابة الذاتية لصناع هذه الأفلام هي التي تفرض هذه النوعية على المجتمع وتساعد على انتشارها، خاصة إذا كانت تحمل قيماً اجتماعية أو تعبر عن هموم فئة معينة في المجتمع. من جانبه، قال عبد الرحمن الزهراني (طالب بكلية الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز) إن الشباب السعوديين أصبحوا منتجين للمادة الإعلامية بعد أن كانوا مستقبلين لها، وقدموا للعالم رؤية مختلفة، مما فرض على المجتمع السعودي استقبال جيل جديد. وأضاف أن الشباب السعوديين يعبرون جسر الملك فهد لزيارة دولة البحرين لمشاهدة أفلام تعرضها دور السينما هناك، وأغلبها من الأفلام الأجنبية، لافتاً إلى أن موقع اليوتيوب بديل مؤقت لمشاهدة السينما لكن بطرق جديدة وخاصة. وأرجع سبب ارتفاع عدد المشاهدين لأفلام اليوتيوب لعدم وجود بدائل أخرى أمامهم.