تراجعت قوات الثوار الليبيين التي طوقت فلول قوات العقيد الفار معمر القذافي في اثنين من أحياء سرت، نحو كيلومترين أمس تحت نيران كثيفة، فيما نفى المجلس الوطني الانتقالي الأنباء التي ترددت عن اعتقال المعتصم القذافي. وقال المقاتل حميد ناجي "اضطررنا إلى الانسحاب نحو المقر العام للشرطة وسنستخدم المدفعية الثقيلة لضرب قوات القذافي". وقبل ذلك أعلن قياديون في قوات المجلس الانتقالي أن آخر مقاتلي القذافي ما زالوا يقاومون في منطقتين من مدينة سرت. وتدور معارك بالقذائف والأسلحة الخفيفة والرشاشات في "حي الدولار" على المرتفعات الغربية للمدينة وفي "الحي رقم 2" على ساحل المتوسط في شمال غربها. وأفاد يحيى المغصبي أحد القياديين في قوات الثوار أن "المعارك تدور خصوصا في هذين الحيين". وأضاف "نتوقع أن أمامنا ثلاثة أيام قبل القبض عليهم". وأوضح "لا نهاجم بشراسة في هذين الحيين لأن عائلات لا تزال عالقة هناك". من جهته ذكر القائد وسام بن أحمد على الجبهة الشرقية أن "عمليات شرق سرت قد انتهت". وأضاف "كانت مقاومة قليلة في حي أو حيين والمعارك متواصلة، وأننا ندعم الآن مقاتلي الغرب". وبعد أربعة أسابيع من القصف وحرب الشوارع الطاحنة تحولت سرت إلى مدينة مدمرة يغطي حطام السيارات المحروقة شوارعها ولم يسلم أي مبنى من الدمار. وأفادت مصادر طبية عن سقوط مئة قتيل ومئات الجرحى بين قوات الثوار في ظرف أسبوع من حرب الشوارع. إلى ذلك نفى القائد وسام بن أحمد اعتقال المعتصم ابن معمر القذافي، خلافا لما قاله مساء أول من أمس مسؤول كبير في المجلس الوطني الانتقالي. وقال "ليس صحيحا أن المعتصم اعتقل". وأضاف "لكن بعض الأسرى الذين قبضنا عليهم يقولون إن القذافي موجود في سرت". وكان عبد الكريم بيزامة مستشار رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل قد أعلن اعتقال المعتصم القذافي (36 سنة) وهو طبيب وعسكري كان يقود كتيبة من وحدات النخبة. وذكر أن "المعتصم أسر في سرت ثم نقل إلى بنغازي"، مؤكدا "لم نعلن عن هذا الأسر قبل ذلك تفاديا لأي محاولة من أقربائه لتحريره". وفي سياق متصل أعلن الثوار أنهم قبضوا في سرت على خالد تنتوش الذي كان مفتي ليبيا في عهد نظام القذافي وسانده طيلة الانتفاضة. وقال أحد الثوار "أسرناه على الطريق الساحلية غرب سرت". وأضاف أن الرجل "غير هيئته تماما وحلق ذقنه وكان يقود سيارته ويحاول الفرار إلى طرابلس".