ضيقت قوات النظام الليبي الجديد الخناق أمس على مدينة سرت مسقط رأس معمر القذافي، حيث سيطرت على جامعة المدينة ومركز المؤتمرات القريب منها، الذي كان يتحصن فيه مقاتلون موالون للقذافي حتى آخر لحظة، والمستشفى الرئيسي في المدينة. وقال القائد العسكري الميداني للمجلس الوطني الانتقالي محمود الفياض "سيطرنا على مركز واجادوجو بالكامل. الطريق الآن مفتوح للسيطرة على المدينة. نحن قريبون من وسطها"، مشيرا إلى التنسيق بين مقاتلي المجلس. وكان القتال احتدم في محيط جامعة سرت ومركز واجادوجو للمؤتمرات منذ شنت قوات المجلس الوطني الانتقالي الجمعة الماضي ما وصفوه بالهجوم الأخير على المدينة الساحلية، إيذانا بإعلان تحرير كامل البلاد. وانتشر المئات من المقاتلين بالحرم الجامعي أمس وبأبنية "الجامعة الجديدة" الملحقة بها والتي تضم عشرات الأبنية تحت الإنشاء استهدف منها القناصة الموالون للقذافي مقاتلي المجلس خلال الأيام الماضية وكبدوهم خسائر بالغة. وفي السياق نفسه أكد الثوار سيطرتهم على المستشفى الرئيسي في سرت أمس، واعتقال أكثر من عشرة مقاتلين موالين للقذافي الذين استخدموا المباني لإطلاق قذائف مورتر وقذائف صاروخية. وقال القائد بقوات الحكومة صلاح مصطفى "نحاول إجلاء المرضى والمصابين. معظم كتائب القذافي فرت وبعضها تنكر في زي أطباء. علينا التحقيق". وفي بني وليد، المعقل الثاني والأخير لفلول القذافي، قال قائد قوات جبهة جبل نفوسة في المجلس الوطني الانتقالي موسى يونس إن قواته سيطرت على مطار بني وليد وتخوض الآن مواجهات عنيفة على بعد كيلومتر واحد من وسط المدينة، بينما نزح كثير من السكان من مناطق القتال. وأضاف أن كتائب القذافي تقصف بالمدفعية الثقيلة قوات المجلس الانتقالي. ويقع المطار في جنوب غرب بني وليد المدينة الواقعة في الصحراء على بعد 170 كيلومترا جنوب شرق طرابلس. وتسعى قوات المجلس منذ شهر للسيطرة على بني وليد المدينة الصحراوية الصعبة التضاريس، غير أنها جوبهت بمقاومة شديدة من جانب قوات القذافي فضلا عن افتقارها إلى التنسيق والمعدات. ويعتقد قادة المجلس أن سيف الإسلام القذافي موجود في بني وليد وربما يكون فيها القذافي نفسه. من جهة أخرى، أعلن حلف شمال الأطلسي أمس أنه نفذ 86 طلعة جوية السبت من بينها 28 طلعة هجومية لتحديد الأهداف وقصفها. واضاف من مقره في بروكسل أن طائراته نفذت منذ أن تولى الحلف قيادة الضربات الجوية في 31 مارس الماضي 25280 طلعة جوية من بينها 9391 طلعة هجومية. وأبان أن 12 سفينة حربية تحت قيادة حلف الأطلسي تجوب المياه في منطقة وسط البحر المتوسط لتطبيق حظر للسلاح فرضته الأممالمتحدة. كما طلب من 14 سفينة أول من أمس تحديد وجهتها وحمولتها. وأشار إلى أنه منذ بدء حظر السلاح طلب من 2972 سفينة تحديد وجهتها وحمولتها وتم اعتلاء 296 سفينة وتغيير مسار 11 سفينة. وفي أعقاب هذه الإنجارات، أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل أن تحرير كامل ليبيا سيتحقق خلال أيام قليلة. وأضاف في مؤتمر صحفي عقده أمس في طرابلس، أن المقاتلين في جبهتي بني وليد وسرت حققوا خطوات كبيرة نحو التحرير وسيتم التحرير الكامل لهاتين المدينتين خلال الأيام القليلة القادمة، موضحا أن المقاتلين أكدوا أنهم في المراحل الأخيرة من تحرير بني وليد. وتابع أن الثوار دخلوا إلى وسط مدينة سرت والآن يمشطون الأحياء السكنية من القناصة "وهذا الأسبوع سيتم التحرير". وأشار عبد الجليل إلى أن الأموال الليبية التي رفع عنها التجميد تتراوح ما بين 4 إلى 5 مليارات دولار. في غضون ذلك، أفرج أمس عن 18 من الصيادين المصريين الذين كانوا محتجزين في ليبيا. وغادر الصياديون المصريون مصراتة إثر دخولهم المياه الإقليمية الليبية بنغازي أمس فى طريقهم برا إلى القاهرة، بعدما أنهت القنصلية المصرية إجراءات إعادتهم إلى مصر. وأوضح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المستشار عمرو رشدي، أن وزير الخارجية محمد عمرو حرص خلال لقائه قبل أسابيع في طرابلس برئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي على إثارة الموضوع بنفسه مطالبا بالإفراج عنهم.