ضيقت قوات النظام الليبي الجديد الخناق الاحد على مسقط رأس معمر القذافي سرت حيث سيطرت على جامعة المدينة وعلى مركز المؤتمرات القريب منها والذي كان يتحصن فيه مقاتلون موالون للقذافي حتى آخر لحظة. وقال محمود الفياض القائد العسكري الميداني للمجلس الوطني الانتقالي «سيطرنا على مركز واغادوغو بالكامل. الطريق الآن مفتوح للسيطرة على المدينة. نحن قريبون من وسطها»، مشيرا الى التنسيق بين مقاتلي المجلس. وكان القتال قد احتدم في محيط جامعة سرت ومركز وغادوغو للمؤتمرات القريب منذ شنت قوات المجلس الوطني الانتقالي الجمعة ما وصفوه بالهجوم الاخير على المدينة الساحلية. وفي وقت سابق قال احد القادة العسكريين لقوات المجلس ويدعى ناصر زمود «سيطرنا على الجامعة. دخلنا من الشرق بينما دخل مقاتلو مصراتة من الغرب. كان القتال ضاريا وكان هناك الكثير من القناصة»، وتابع «حررنا المنطقة من كلاب القذافي»، بينما انتشر المئات من المقاتلين بالحرم الجامعي نهار الاحد وبأبنية «الجامعة الجديدة» الملحقة بها والتي تضم عشرات الابنية تحت الانشاء استهدف منها القناصة الموالون للقذافي مقاتلي المجلس خلال الايام الاخيرة وكبدوهم خسائر بالغة. وتقع الابنية الجامعية جنوب شرقي سرت وقد ظلت الجامعة منذ اسابيع منطقة حصينة للموالين للنظام القديم استطاعوا منها اعاقة تقدم قوات المجلس إلى سرت من جهة الشرق كما مكنتهم من السيطرة على المفترق الرئيسي المؤدي للمدينة من جهة جنوب شرق. كما تعزز وضع قوات المجلس في سرت بسيطرة مقاتليه على مركز وغادوغو للمؤتمرات وهو المجمع الضخم الذي يضم مخابئ اسمنتية وقاعدة رئيسية للقوات الموالية للقذافي إذ يشرف على طريق مؤد لوسط المدينة. وكانت ضراوة المقاومة التي ابدتها قوات القذافي في سرت ومعقلها الرئيسي الآخر بني وليد قد فاجأت النظام الجديد، حتى ان رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل اعترف بأن القتال «شرس جدا». صورة التقطت يوم الجمعة ووزعت أمس لمقاتلي الانتقالي وهم يحاولون إطفاء حريق اندلع في سيارة أصيبت في معركة مع قوات القذافي في سرت (ا ف ب) وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك في طرابلس في وقت متأخر السبت الى جانب وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس ونظيره الايطالي ايناتسيو لاروسا «مازال مقاتلونا يواجهون اليوم قناصة يتخذون مواقع عالية». وتحدثت المصادر الطبية عن مقتل ستة من مقاتلي المجلس واصابة 99 آخرين السبت، ما يرفع المحصلة الى 23 قتيلا ونحو 330 جريحا منذ شن مقاتلو النظام الجديد ما وصفوه بالهجوم الاخير على معقل القذافي. ومازال آلاف المدنيين محاصرين في سرت ويقول قادة المجلس الليبي انهم يراعون خلال تقدمهم امكانية إجلاء بعض من لم يتمكنوا من النزوح وتجنب سقوط ضحايا بنيران صديقة. وقد تمكنت قوات المجلس الانتقالي من احراز هدف استراتيجي آخر السبت حيث سيطرت على طريق سريع ما يفتح السبيل امام هجوم اخير على قاعدة رئيسية لقوات القذافي. وعلى الصعيد الانساني لا يزال وضع المدنيين حرجا. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان «آلافا من المدنيين لا يزالون محاصرين في سرت» ولا يوجد سوى عدد قليل من الاطباء في مستسفى ابن سيناء الرئيسي في المدينة. وعلى الجبهة الغربية تركز القتال عند مجمع سكني حيث اطلقت قوات المجلس القذائف الصاروخية ونيران الرشاشات بينما استخدم مقاتلو القذافي نيران القناصة وقذائف الهاون. ويعتبر المجلس المكاسب داخل سرت أساسية اذ ينتظر اعلان السيطرة على المدينة حتى يعلن «تحرير ليبيا بأكملها» ومن ثم يضع جدولا زمنيا لاجراء انتخابات في البلاد. ويعتقد قادة المجلس ان احد ابناء القذافي المعتصم متحصن في سرت بينما يختبئ سيف الاسلام القذافي الذي كان ينظر اليه يوما على انه سيخلف والده في الحكم، في بن وليد وربما كان القذافي نفسه في تلك المدينة الى جواره.