توفي ستيف جوبز أحد مؤسسي أبل و"واحد من أكبر المبتكرين الأميركيين" أول من أمس عن (56 عاما)، وأثار نبأ وفاته سيلا من ردود الفعل، ولا سيما على الشبكات الاجتماعية، تعليقا على رحيل الرجل الذي أصبح رمزا لنجاحات شركة "التفاحة المقضومة"، وحمل لقب "مهندس كل نجاحات أبل"، و"أشهر رئيس تنفيذي في العالم". وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان أن "ستيف كان واحدا من أكبر المبتكرين الأميركيين، كان يملك من الشجاعة ما يكفي ليفكر بطريقة مختلفة، ومن الجرأة ما يكفي ليؤمن أن بوسعه تغيير العالم، ومن الموهبة ما يكفي لتحقيق ذلك"، معربا عن "حزنه" لنبأ وفاته. من جهته أعلن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ أن "أميركا خسرت نابغة سوف يبقى في ذاكرتنا مثل أديسون واينشتاين، نابغة ستحدد أفكاره شكل العالم لعدة أجيال". وكانت وفاة المدير التنفيذي لشركة أبل ستيف جوبز قد أثارت جدلا حول الترحم عليه بين أوساط مشاهير المغردين في تويتر والملايين من متابعيه بين مؤيد للترحم عليه وداع له بالرحمة ودخول فسيح الجنان وبين من عارض ذلك بشدة وانكر على من دعا له باعتباره لا تجوز الرحمة عليه. التعليقات أو "الهاتشاقات" الخاصة بوفاة الراحل، تنوعت، والبعض اعتبر الراحل شهيدا للإنسانية، بينما كتب البعض: "ستيف جوبز أرابيك"، أو "شكرا ستيف جوبز"، وأخذت تلك الهاتشاقات تبث التغريدات ما بين الترحم والطرفة وذكر مآثر الرجل وفي المقابل كانت هناك لغة مختلفة تحذر وتتوعد. من بين النماذج التي رصدتها "الوطن" ما قاله وزير الإعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة العجمي، الذي علق على وفاة جوبز بقوله "نعزّي الإنسانية والعلم والعلماء وكافة المغردين بالعالم بوفاة المبدع التكنولوجي ستيف جوبز، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته". في مقابل ذلك كتب الداعية سلمان العودة معلقا "عوضاً عن الجدل حول الدعاء لآخرة جوبز دعونا نتجادل كيف نصلح دنيانا". فيما علقت الكاتبة في صحيفة الحياة بدرية البشر بالقول "في كل الأحوال رحم الله ستيف جوبز"، بينما علق الزميل الكاتب في "الوطن"، المذيع ومقدم برنامج "إضاءات" في قناة العربية تركي الدخيل بقوله "ثلاث تفاحات غيرت العالم تفاحة آدم وتفاحة نيوتن وتفاحة ستيف جوبز". كما أيد الإعلامي السعودي، مدير قناة الإخبارية، جمال خاشقجي الترحم على جوبز، وكتب "رحمه الله كان قريباً لكل واحد فينا، وغير حياتنا وكأنه واحد من العائلة...". وقد عارض أشخاص آخرون كثر عبر تويتر الدعاء للراحل جوبز باعتباره غير مسلم ولا يجوز الترحم عليه سواء بذريعة خدمة الإنسانية أو غيرها من الشعارات، معتبرين أن من يقوم بذلك يستهزئ بالدين، فيما عارضهم الكثير، معتبرين أن الرجل خدم الإنسانية وطور من تفكيرها، وهذا سبب كاف للترحم عليه. وقد لوحظ أن الملايين حول العالم من غير العرب عبروا عن حزنهم على رحيل جوبز بعبارات مختصرة مثل: "I Sad" و"Thank You Steve"، مبدين إعجابهم بعبقريته وقدرته على أن يجعل كل شخص يحمل في جيبه العالم بأسره من خلال منتجات شركة "أبل". وكانت "الوطن" قد سألت عددا من العلماء عن رأي الشرع في مسألة الترحم على غير المسلمين، فقال عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ عبدالكريم الخضر "لا يجوز الترحم على الكافر مهما قدم للبشرية والإنسانية، ولا تنفعه أعماله إن مات على الكفر. أما أستاذ الفقه في المعهد العالي للقضاء، الدكتور يوسف القاسم، فقال "إنه لا يجوز الترحم على الكافر لما ورد من الآيات والأحاديث في ذلك، ولكن هؤلاء العلماء الذين أفادوا البشرية عذابهم أخف من المنافقين والموغلين في الإجرام، فمثل ما للجنة درجات، فللنار دركات، وهم أخف من غيرهم في عذابهم. وقال الشيخ الداعية عيد بن محمد الرميح: إنه لا يجوز الترحم على الكافر، فقد منع الرسول صلى الله عليه وسلم من الترحم على والدته التي ماتت على الشرك، ويوجد الكثير من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بذلك.