نيويورك - "الحياة"، أ ف ب - "لا تقلْ والده عربي وأبوه أرمني أبداً... إنما أصل المبدع ما قد ابتكر". ولد ستيف جوبز في 1955 لوالدين بيولوجيين، هما الأميركي السوري الأصل (من حمص) عبدالفتاح جون الجندلي وجوان شيبل (لم يكونا متزوّجين)، ف"تخليا" عنه، بسبب العقلية المحافِظة لعائلة حَمِيه. فيتبناه الزوجان بول وكلارا جوبز، وأصلهما أرمني من عائلة هاغوبيان. ثم عقد والداه البيولوجيين قرانهما ورزقا بابنتهما منى، وهي أخته الشقيقة، وربياها، حتى تطلقا في 1962، وحمل كل من جوانا ومنى اسم سيمسون. ومنى روائية معروفة. وفي حديث مع الجندلي أجراه الزميل مهند الحاج علي بعنوان "عبدالفتاح جندلي الوالد البيولوجي ل«آبل» يتمنى لو بقي في بلده الأم... سورية" (الحياة 16/1/2011)، قال الجندلي، رداً على سؤال عن امكانية اعتبار ستيف جوبز من الأميركيين - العرب: "لا أعتقد بأنه يلتفت الى هذه الأمور الجينية. الناس تعلم بأن أصوله سورية، وبأن والده سوري. هذا أمر معروف، لكنه لا يُركز على هذا الأمر. لديه شخصيته المتميزة وهو عصبي، عندما يكون المرء نابغة، فإن في امكانه فعل ما يشاء". وسبب طرح السؤال، بحسب الحاج علي، "أن مؤرخاً أميركياً فتح جدلاً عن دور الجينات وتفوقها على التربية في حالة ستيف جوبز، عندما وصف جندلي في مقالة مفصلة ونقدية نُشرت لفترة وجيزة على الانترنت (ثم سُحبت في شكل مفاجئ)، بأنه "والد الاختراع"، وخصوصاً أن ابنته مُنى، شقيقة ستيف، إحدى أشهر الروائيات الأميركيات المعاصرات وأستاذة في جامعة يو سي أل آي المرموقة". فكأن جواب الجندلي على هذا السؤال جاء ليحسم الجدل بقول عمر بن الوردي "لا تقل أصلي وفصلي أبداً / إنما أصل الفتى ما قد حصل"، ويمكن إضافة أين حصل وكيف... وأين؟ معروف أين... في المرآب. الوفاة ليل أمس 5 أكتوبر توفي ستيف جوبز الرؤيوي "الذي غير العالم" و"واحد من اهم المبتكرين الاميركيين"، الاربعاء عن 56 عاماً جراء اصابته بالسرطان. واعرب الرئيس باراك اوباما في بيان عن "حزنه" لوفاة جوبز "الذي كان يملك من الشجاعة ما يكفي ليفكر بطريقة مختلفة، ومن الجرأة ما يكفي ليؤمن ان بوسعه تغيير العالم، ومن الموهبة ما يكفي لتحقيق ذلك". واعرب بيل غيتس عن "عميق حزنه" معتبرا ان تأثير ستيف جوبز على العالم سيستمر "لعدة اجيال" فيما اعلن رئيس مجموعة والت ديزني العملاقة روبرت ايغر ان "العالم خسر شخصا فريدا نادرا". وكان مجلس ادارة شركة آبل اعلن قبيل ذلك وفاة ستيف جوبز الذي شارك في تأسيس المجموعة العام 1976 واطلق اهم منتجاتها من كومبيوتر ماكنتوش الى جهازي آي بود وآي باد. وفي بيان منفصل، قالت عائلة جوبز ان "ستيف توفي بسلام اليوم محاطاً بعائلته". وأضافت "في حياته العامة عرف ستيف كرجل صاحب رؤية. وفي حياته الخاصة كان يحن على عائلته". وكان ستيف يعاني منذ سنوات مشاكل صحية، بعدما اصيب في 2004 بنوع نادر من سرطان البنكرياس وخضع في 2009 لعملية زرع كبد. ومنذ كانون الثاني/يناير وحتى وفاته كان جوبز في عطلة مرضية اعلن خلالها في 24 آب/اغسطس الفائت استقالته كمدير عام لآبل، تاركا هذا المنصب لمساعده تيم كوك. وقال كوك في رسالته ان "ستيف خلف وراءه شركة ما كان احد سواه ليتمكن من بنائها، وروحه ستظل ابدا اساس آبل". واثر وفاته ورد سيل من ردود الفعل ولا سيما على شبكات التواصل الاجتماعي، يشهد على حجم الرمز الذي بات يجسده مهندس كل نجاحات آبل. وأبرزها: "ثلاث تفاحات غيّرت العالم: تفاحة آدم وتفاحة نيوتن وتفاحة جوبز"، في لفتة تعبّر عن الامتنان للرجل. وتم تسجيل نحو 35 مليون مدونة صغيرة عند ظهر الخميس بالتوقيت المحلي في الصين تناولت مؤسس آبل على خدمة المدونات الصغرى الرئيسية في البلاد "سينا ويبو". وكان ستيف جوبز اسس شركة آبل في مرآب للسيارات في 1976 مع ستيف فوزنياك. وقد استقال في 1985 اثر خلاف داخلي على السلطة، وتداعت المجموعة الى ان عاد الى قيادتها في 1997. ومذاك سطع نجم "التفاحة المقضومة"، الرسم الذي تتخذه آبل شعارا لها، مع اطلاق الشركة منتجات اكتسحت الاسواق من جهاز كومبيوتر ماكنتوش في 1998 الى جهاز "آي باد" اللوحي (2010)، مروراً بجهاز الموسيقى الجوال "آي بود" (2001) والهاتف المتعدد الوظائف "آي فون" (2007). في 2011، اصبحت "آبل" مرحليا اكبر شركة في العالم مع حوالى 350 مليار دولار في البورصة وهي تتنافس منذ ذلك الحين على هذه المرتبة مع شركة "اكسون موبيل" النفطية العمقلاة. وعرضت الشركة الثلثاء الجيل الجديد من هاتفها الذكي "أي فون 4 اس" الاكثر قوة والمجهز بتحديثات عدة من بينها التوجيهات الصوتية.