طالب المشاركون في اللقاء التحضيري الثالث من سلسلة لقاءات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الذي احتضنته أبها أمس تحت عنوان "الإعلام الواقع وسبل التطوير: حوار بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية" بضرورة تحويل وكالة الأنباء السعودية إلى مؤسسة للخروج بها من الطابع الرسمي البحت, مشيرين إلى أن الإعلام الإلكتروني يفتقد للتمويل والدعم واعتماده على الشائعات والإثارة والتشهير, موضحين حاجة الإعلام السعودي المرئي خاصة للاحترافية المهنية لمسايرة التطور الاحترافي العالمي في الإعلام. وأكد المشاركون على ضرورة تطوير أداء مؤسسات الإعلام ليتناسب مع الواقع السياسي والاقتصادي والثقافي للمملكة، وفي ظل ما تشهده الساحات المحلية الإقليمية والدولية من تطورات متلاحقة على مختلف الأصعدة، وضرورة مواكبة الإعلام الرسمي لتقنية العصر وأدواته. ونادوا بتحقيق الأمن والاستقرار الوظيفي للصحفيين السعوديين, بالإضافة إلى مطالبتهم بتدشين قناة توعوية لإعداد الشباب والشابات لحياة أسرية مستقرة والحد من تزايد ظاهرة الطلاق, إلى جانب ملاحظتهم بغياب الاهتمام بالطفل في الإعلام السعودي المعاصر. ووقف المشاركون على مشكلة غياب (الحرفية، والمهنية، والحرية، والتطور) في الإعلام داعين إلى ضرورة إعداد وتأهيل الكوادر الإعلامية المحترفة, بالإضافة إلى ضرورة طرح جائزة للتميز لأفضل مؤسسة إعلامية وفق معايير وشروط معتمدة لتحقيق الاحترافية. وأظهرت نتائج اللقاء ضرورة تناسب إستراتيجية الإعلام السعودي مع مكانة المملكة الدينية وخدمة الحرمين الشريفين، ضمن ضوابط الحرية المسؤولة، ومواكبة التطورات الإدارية والإجرائية للمؤسسات الإعلامية الوطنية، والعمل على تمكين الإعلام السعودي من عرض المشكلات والتحديات التي تواجه المجتمع بكل شفافية ووضوح وموضوعية، على أن يشمل الطرح الإعلامي كافة المناطق والتوجهات الفكرية على أرض الوطن؛ ليكون الإعلام بذلك انعكاساً للعقيدة واللغة والتاريخ والجغرافيا والهوية في شتى أجزاء الوطن، إضافة إلى مضاعفة الجهود على كافة الأصعدة الفردية والمؤسساتية لمواجهة التحديات التي يفرضها الإعلام الجديد بكل أبعاده ومكوناته، للاستفادة قدر الإمكان من إيجابياته والتقليل من سلبياته. وكان نائب رئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور راشد الراجح قد دشن اللقاء أمس بحضور 34 سيدة إضافة إلى 35 مشاركاً، تناولوا أربعة محاور شملت واقع الإعلام السعودي بمختلف أنواعه، ومناسبة هذا الواقع لمكانة المملكة العربية السعودية الدينية والاقتصادية على المستوى الإقليمي والدولي. واشتمل المحور الثاني على المنطلقات الشرعية والفكرية للإعلام السعودي. وتضمن المحور الثالث الإعلام الجديد ودوره في تشكيل الرأي العام. وأشارت المداخلات إلى ضرورة التصدي للأفكار الضالة التكفيرية من خلال الاستفادة من أخطاء المرحلة السابقة من تاريخنا التي غض فيها الطرف عن معالجة فكر الشباب الذي بدأ مجاهداً وانتهى مكفراً ومفجراً، وإعطاء الأولوية لمعالجة القصور الواضح في اللغة العربية لدى الإعلاميين السعوديين، وأهمية توخي الحرص والأمانة في أداء الكلمة المنطوقة والمكتوبة بما يتناسب مع الفطرة السليمة، وتوخي الحذر في وسائل الإعلام عند تناول الموضوعات التي تتعلق بقضايا قتل الوالدين وعدم التبرير لهذا الفعل الشنيع، وأهمية تمكن الإعلام السعودي من عرض المشكلات بكل شفافية ووضوح وواقعية وموضوعية للانتقال إلى مرحلة التقييم والعلاج، والاهتمام بالتجديد في الطرح لإعلامنا المتخصص والمنقول عالمياً كإذاعة القرآن الكريم، وتوضيح ملامح الإعجاز واستثمار عظمته، والعمل على تغيير الأسلوب الذي يقوم به الإعلام السعودي في تأدية رسالته لمعالجة القضايا، وتدارك نقاط الضعف ومواكبة متطلبات المرحلة الراهنة، والتأكيد على الهوية الإسلامية للإعلام السعودي وضرورة طرح فكر إعلامي يناسب كافة شرائح المجتمع. وأكد مساعد مدير عام إذاعة الرياض صالح المرزوق على أن البعض يسعى لتشويه الإعلام وتحجيم جهوده لمجرد التشويه والنيل منه دون موضوعية، معتبراً أن الازدواجية في الفتاوى لها تأثير سلبي على الإعلام، فيما أشار مدير عام القناة الأولى في التلفزيون السعودي محمد باريان إلى ضرورة توفير قدر كافٍ من الدراسات والبحوث من قبل الأكاديميين المتخصصين إعلامياً لخدمة القضايا الإعلامية.