انتقد المشاركون في اللقاء الوطني «الإعلام ..الواقع وسبل التطوير: حوار بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية»، القنوات التلفزيونية السعودية الرسمية بسبب عجزها عن أداء مهمتها بشكل مأمول بسبب ضعف أدائها وسياستها وبعدها عن منافسة القنوات العالمية برغم الدعم الحكومي. وقالوا: «الملتقى السعودي حائر بين قنوات رسمية تقليدية وقنوات تجارية منفتحة هابطة» لكنهم قالوا: «الإعلام المقروء أفضل حالاً من الإعلام المرئي والمسموع»، وأضافوا: «غياب (الحرفية، المهنية، الحرية، التطور) في الإعلام لا يناسب ما يصرف على الإعلام من مبالغ هائلة»، وأكدوا أن الإعلام السعودي يتبع سياسة الرجل الواحد وليس هناك خطة واضحة يعمل بها، وأنه يفتقد إلى الأمان الوظيفي مما قد يؤدي إلى تسرب الكفاءات إلى وسائل إعلام أخرى خارجية، مشيرين إلى أن الإعلام السعودي لا يؤدي دوراً فاعلاً في أروقة الجامعات. وطالب المشاركون في اللقاء الذي حضره أعضاء اللجنة الرئاسية في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الداعي للقاء، بضرورة إيجاد جائزة للتميز لأفضل مؤسسة إعلامية لتحقيق الاحترافية، وتحويل وكالة الأنباء السعودية إلى مؤسسة للخروج بها من الطابع الرسمي، وأهمية تدشين قناة توعوية لإعداد الجيل لحياة أسرية مستقرة، والحد من تزايد ظاهرة الطلاق، وإدراج موضوعات الحوار وآلية تفعيله من خلال المقررات الدراسية وتعريف المجتمع بدور مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وأهمية اختيار الإعلامي الموهوب وتقديم الحوافز المناسبة له بدلاً من التدريب الذي لا يجدي مع غير الموهوبين، وضرورة تقنين وسائل الإعلام السعودي القضائية والإلكترونية بما يتوافق مع حقوق الأفراد والمؤسسات المجتمعية دون الإساءة إلى قيمه وتقاليده بعيداً عن الطبقية والقبلية والتصنيفات الفكرية، أهمية التعاون بين التربويين والإعلاميين لتحقيق أهداف كل من الإعلام والتربية، ضرورة الاهتمام بتناول قضايا وهموم ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة وسائل الإعلام السعودي، تحقيق الأمن والاستقرار الوظيفي للصحافيين السعوديين مطلب أساسي لا يمكن تجاهله، ودعم نشر ثقافة التطوع بين الشباب. ورأى المشاركون في محور اللقاء حول «واقع الإعلام السعودي»، حاجة الإعلام السعودي المرئي خاصة للاحترافية المهنية لمسايرة التطور الاحترافي العالمي في الإعلام، أهمية التعاون البناء مع مراكز التدريب في كل منطقة للعمل على التفعيل لبرامج الحوار، مبينين أن هناك فجوة واضحة بين تطلعات القيادة والإعلام بشأن الدور الذي يقوم به في مناقشة قضايا هامة كحقوق المرأة وقضايا الفساد، وغياب الاهتمام بالطفل في الإعلام السعودي المعاصر، وإعداد وتأهيل الكوادر الإعلامية المحترفة بعيداً عن المشاعر والمصالح الشخصية. وشدد المشاركون في اللقاء لدى مناقشتهم محور «المنطلقات الشرعية والفكرية للإعلام السعودي»، على ضرورة غرس ثقافة الأمانة الفكرية في الأجيال هو أحد أهم أدوار ومسؤوليات وسائل الإعلام، وتشكيل لجنة في كل صحيفة من أهل الحل والعقد للتقييم والتطوير، أهمية تسخير كافة الإمكانات المتاحة في وسائل الإعلام الرسمي لمواجهة فكر الغلو والتطرف والعنف ومواجهة الإساءة إلى الدين وسماحته، وقالوا: «المرحلة الراهنة تحتاج إلى البعد عن الوعظ والاهتمام بالفكر والمفكرين وطرح الرؤى ومناقشتها، والتصدي للأفكار الضالة التكفيرية، وإعطاء الأولوية لمعالجة القصور الواضح في اللغة العربية لدى الإعلاميين السعوديين، عرض المشكلات بكل شفافية ووضوح وواقعية وموضوعية؛ للانتقال إلى مرحلة التقييم والعلاج، مع التأكيد على الهوية الإسلامية للإعلام السعودي وضرورة طرح فكر إعلامي يناسب كافة شرائح المجتمع».