فتك تقاطع البندقية المؤدي إلى حي آل المونس وسط محافظة ظهران الجنوب الخميس الماضي، بضحيته العاشرة وفق الإحصاءات الرسمية لشعبة مرور المحافظة خلال العامين الماضيين، إذ لقي المواطن حسن بن عوض الدغار "65 عاما" من أهالي حي آل المونس مصرعه نتيجة حادث تصادم بين سيارته من نوع هايلكس غمارتين وسيارة صالون تويوتا مقبلة من نجران لحظة تجاوزهما معا التقاطع. ووصف عدد من المواطنين التقاطع بالعشوائي، لخلوه من التنظيمات المرورية، إذ تنعدم به الإشارات المرورية الضوئية واللوحات الإرشادية والتحذيرية وحتى المطبات الاصطناعية، مما حوله إلى مقبرة لعابري الطريق الدولي نجران - خميس مشيط. سعيد محمد الدغار "من قاطني حي آل المونس"، حمل بلدية المحافظة المسؤولية الكاملة عن الحوادث المأساوية التي تشهدها أهم نقطة تقاطع على الطريق الدولي. وقال إنه ولأكثر من عشر سنوات والبلدية تعلن عن مشروع تنظيمي لتقاطع البندقية والذي غير اسمه عدة مرات، ولكن وضعه المأساوي والخطير بقي على حاله حتى أطلق عليه الأهالي أخيرا تقاطع الموت. وتساءل الدغار عن الأسباب الحقيقية التي جعلت أعضاء المجلس البلدي السابق يعارضون إقامة مشروع الدوار الذي صرح به وفي أكثر من مناسبة رئيسا البلدية والمجلس البلدي، مؤكدا أن حياة الناس تسمو فوق كل الاعتبارات الأخرى. بدوره، أكد عبدالله أحمد آل فرحان، توجهه إلى مقاضاة البلدية بسبب فقد والده في حادث مروري مماثل قبل عدة أعوام وفي التقاطع نفسه وبالكيفية ذاتها، مشيراً إلى أنه لا توجد أسباب مقنعة تمنع البلدية من تنظيم التقاطع المؤدي إلى حيهم، الذي تحول إلى شبح مخيف يفتك على مدار الساعة بضحاياه دون هوادة في ظل عشوائية حركة السير وما يشهده من حركة مرورية كبيرة خاصة أنه يقع على طريق دولي تعبره آلاف السيارات بشكل يومي. أما سعيد مسفر آل المونس، فأكد عزمه التوجه بمطالبات الأهالي بضرورة تنفيذ مشروع الدوار، إلى أمير منطقة عسير بعدما فقدوا الأمل في مسؤولي المحافظة الذين اكتفوا بالوعود فقط على حد قوله. وقال إن تقاطع الموت تحول إلى مقبرة لكبار السن من أهالي حيهم والأحياء الأخرى المجاورة كونه المخرج الوحيد لهم تجاه المحافظة. ولم يخف آل المونس أنهم أصبحوا يترقبون لاسيما مع غروب شمس كل يوم أي خبر سيئ لحوادث على هذا التقاطع، الذي ذهب ضحيته العشرات ما بين وفيات وإصابات مزمنة. إلى ذلك، كان رئيس بلدية ظهران الجنوب المهندس محمد العسيري، قد صرح ل"الوطن"، بأن مشروع الدوار جارية ترسيته على إحدى المؤسسات الوطنية. من جهته، أكد مدير شعبة مرور ظهران الجنوب رئيس رقباء علي حسين القحطاني، حاجة دوار البندقية إلى مطبات اصطناعية في مختلف المسارات للحد من السرعة المتهورة خاصة المقبلين من جهة منطقة نجران، حتى الانتهاء من المشروع الذي لم ير النور حتى الآن، معترفاً بغياب التنسيق بين الجهات الحكومية المعنية بالسلامة المرورية داخل المحافظة.