أعلنت مجموعة من رجال الأعمال ونخبة من المجتمع في محافظة الخبر بالمنطقة الشرقية مساء أول من أمس عن إنشاء الجمعية السعودية لبنك الطعام الخيرية "إطعام" كأول مشروع خيري من نوعه بالمملكة، وذلك بميزانية تبلغ 9 ملايين ريال. ومن المتوقع أن تنطلق المبادرة في الربع الثالث من العام الحالي. وقال رئيس اللجنة التأسيسية للجمعية عبداللطيف بن عبدالله الراجحي إن فكرة تأسيس "إطعام" أتت على غرار تجارب عالمية وبأسلوب عصري حديث يراعي خصوصيات المجتمع، وضرورة تقديم إضافات جديدة تعزز دوره الذي أنشئ من أجله، مشيرا إلى أن إجراءات التأسيس لبنك الطعام السعودي تجري على قدم وساق، وتشمل الحصول على الترخيص النهائي من وزارة الشئون الاجتماعية خلال الأشهر القادمة. وأوضح الراجحي أن الجمعية تهدف إلى إيصال المعونات الغذائية لجميع شرائح المجتمع، والذين تنطبق عليهم الشروط اللازمة، وعلى رأسها عدم المقدرة على الكسب، في حين تتمثل رسالتها في إيصال فائض الأطعمة الجافة منها والموسمية والأضاحي إلى المستحقين بأسلوب عصري حديث مع مراعاة خصوصية المجتمع، مؤكدا أن الجمعية ستبدأ في محيط 120 كيلو مترا، مع عقد اجتماع بمسؤولي الجمعيات الخيرية ذات النمط الإعاشي. وأضاف الراجحي: من خلال دراسة مصغرة لمعرفة نسبة الفقراء في مدينة الخبر وجدنا أن خط الفقر يقارب 4300 ريال وأن نسبة الإنفاق الغذائي للأسر الفقيرة ومحدودة الدخل في حدود 45%، وهذا يدل على وجود شريحة لا يستهان بها من الفقراء والمحتاجين. وقال: لذلك كان من الضروري أن نبادر إلى مثل هذا المشروع الذي يهدف إلى سد حاجة هذه الشريحة، موضحا أن عدد الأعضاء المساهمين في تأسيس الجمعية بلغ 49 عضوا، وأن اللجنة التأسيسية تتكون من 8 أشخاص هم: عبداللطيف الراجحي، وعبدالله الفوزان، وعبدالله الزامل، وعبدالله المجدوعي، وعصام المهيدب، والدكتور عبدالله القاضي، وطارق التميمي، وأحمد الرماح. وقال الراجحي إن الجمعية ستقوم على مفهوم جديد في تقديم العمل الخيري من خلال إيصال الطعام للشريحة المستهدفة من المحتاجين، مشيرا إلى أن إستراتيجية جمعية بنك الطعام الخيرية تتمثل بعدم القيام بالأعمال وإنما الإشراف على الأعمال من خلال الشركاء، والتوسع في كسب شركاء بدلاً من مزاحمتهم أو إلغائهم، إضافة إلى الحفاظ على الجودة، والحفاظ على صحة الإنسان وعدم المساس بها، كل ذلك طبقا لمعايير أداء عالية تنتهج الأساليب الإدارية الحديثة. وشهد إعلان تأسيس الجمعية توقيع مذكرة تفاهم مع بنك الطعام المصري لنقل تجربتهم ولتوأمة وتوحيد المقاييس والمعايير بين البنكين. ووقع عن الجانب المصري رئيس مجلس إدارة بنك الطعام المصري نيازي سلام، وعن الجانب السعودي رئيس اللجنة التأسيسية لبنك الطعام السعودي عبداللطيف بن عبدالله الراجحي. من جهته، كشف عضو اللجنة التأسيسية عبدالله عبداللطيف الفوزان، أن فريقاً من اللجنة التأسيسية زار بنك الطعام في مصر وجمعية حفظ النعمة في دول الخليج للتعرف على التجربة في المنطقتين، والاستفادة من إيجابياتها والابتعاد عن سلبياتها، مما سيساهم في تأسيس البنك اعتمادا على نماذج متطورة وأساليب حديثة، مشيرا إلى أن الجمعية تسعى من خلال خطتها لخمس سنوات قادمة تغطية 80% من المحتاجين للإطعام بحلول عام 2015 في المملكة. وأشار الفوزان إلى أن بنك الطعام السعودي لن يقتصر على المفهوم الإغاثي فقط، وإنما سيتجاوز ذلك لتكوين منظومة متكاملة من العمل الخيري والاجتماعي تكون نواته التدريب والتأهيل والتوظيف ودمج الأسر المحتاجة بالمجتمع لتصبح ذات قيمة مضافة، ورصد خط الفقر في السعودية وحصر الأسر وأماكن تركزها وأسباب فقرها.