لم تكن السياحة وحدها أو زيارة الأهل والأقارب وحدها التي تجعل بعض السيدات لاسيما العاملات منهن يفضلن فصل الصيف، ولكن ثمة أسبابا أخرى تجعل منه مميزا عن باقي فصول السنة، عندما يصبح وسيلة ناجعة للتخلص من الأوزان الزائدة التي جنتها العاملات جراء تناول الوجبات السريعة في محيط عملهن، خاصة أن الكثير منهن وضعت لنفسها برنامجا خاصا للتنحيف خلال فصل الصيف. "منى العنزي" مشرفة تربوية تقول: عندما نقارن بين السيدات الغربيات مقابل العربيات وعلى وجه الخصوص الخليجيات نجد أن السمنة قد بلغت أوجها في مجتمعاتنا خاصة العاملات منهن، وهذا ما يجعلنا أمام مفارقات عجيبة لا بد من الوقوف لدراستها. وتضيف: كثيرا ما تحتفظ السيدة العاملة بأرقام توجت بخط عريض باللون الأحمر كتب عليها عبارة أرقام مهمة، يعتقد الزائر بالنظرة الخاطفة إليها أنها أرقام تختص بجهات ومراكز مرتبطة بالعمل ولكن سرعان ما يزول هذا الاعتقاد بمجرد الاقتراب منها والنظر إليها ليكتشف أنها أرقام لمطاعم الوجبات السريعة من الفطائر والمعجنات بأنواعها باستثناء رقم وحيد في آخر الصفحة وقد توج باللون الأخضر كتب عليه رقم الطباخة "أم ...." ناهيك عن الجدول المسطر باللون الداكن الذي تسطرت فيه المناوبة اليومية للشاي والقهوة، وتضيف العنزي قائلة: كل تلك المصفوفات ومازالت السيدة الخليجية تحلم بوزن مثالي وقوام كبطلات "المسلسلات". فهدة الصخري موظفة في قسم التوظيف النسوي تقول: بحكم عملي الذي يتطلب ساعات طويلة من العمل المتواصل في قسم التوظيف فلا أجد فرصة ومتسعا من الوقت لتناول مثل تلك الأطعمة، التي تسبب الزيادة في الوزن والحمد لله، وتتابع: العمل الجاد هو وحده من يضمن للسيدة العاملة الرشاقة بنوعيها سواء الجسدية أو الروحية. "حمدة" معلمة في المرحلة المتوسطة تقول: العاملة لا تحلو لها الجلسة مع الزميلات في أوقات الاستراحة إلا بتناول ما لذ وطاب من المعجنات والحلويات، وتتابع: ما إن يبدأ العام الدراسي بالانتهاء حتى نلاحظ أن جداول قوائم الأطعمة استبدلت بجداول الريجيم سواء الكيميائي أو الطبيعي لإصلاح ما أفسده الدهر. "هياء السرحاني" ممرضة تقول: مجتمعات العمل بجميع أنواعها لا تخلو من استيراد الوجبات السريعة من المطاعم، كذلك المشروبات الغازية التي تساهم إلى حد كبير في الزيادة في الوزن للمرأة العاملة أو غيرها، وتضيف: للأسف ومع كل البرامج التوعوية التي تقدمها الصحة حول تلك الأطعمة والمشروبات إلا أنها مازالت تتسيد قوائم الأطعمة، وقد تجهل بعض السيدات أو بالمعنى الأصح يتجاهلن الأمراض التي تتسبب فيها مثل تلك الأطعمة وفي مقدمتها فرط السمنة، الذي يؤدي في نهاية الأمر إلى الوقوع في مشاكل لا حصر لها وفي مقدمتها الأزمات القلبية. أخصائية التربية الأسرية "مسفرة الغامدي" لها رأي حول هذا الطرح حيث تقول: صحة الإنسان ونشاطه دائما تكون مرتبطة بنوعية الأكل الذي يتناوله، والأم سواء العاملة أو ربة المنزل هي المسؤول الأول والأخير عن صحة الأسرة، فعليها تقع المسؤولية في اختيار الجيد من الأطعمة لضمان صحة الأسرة. أخصائية علم الاجتماع "عنود السالمي" تقول: في مجتمعاتنا لاسيما الخليجية نلاحظ ثقافة الحلول السريعة المنتشرة لدى العديد من السيدات، ففي بداية العام لا تحلو الجلسات ولا تطيب إلا بحضور أنواع من الأطعمة والحلويات، وفي نهاية العام يحاولن جاهدات لإنقاص الأوزان الزائدة فنجد أوراق العمل الخاصة بأنواع الريجيم، وقوائم الطعام الصحي الذي سرعان ما يستبدل مع بداية العام الجديد بالأطعمة الجاهزة المشبعة بالكوليسترول.