"الخياطة" مهنة نسائية بالأصل تحدثت عنها الثقافة الشعبية، ورغم اقتحام الجنس الذكوري للمجال لمنافسة "الخيّاطات" بتفصيل وتصميم الملابس والفساتين النسائية، إلا أنهم لم يستطيعوا – حسب تأكيد هؤلاء الخياطات- استقطاب الزبونات من سوقهن، لأنهن الأقدر على تفهم نفسية المرأة، ويتمتعن بالدقة العالية في رسم المقاسات. تقول أم محمد (معلمة) إنها منذ 13 عاماً وهي تفصل فساتين المناسبات لدى خياطة آسيوية بأحد المشاغل بالمدينة المنورة، مشيرة إلى أن تفاهم الخياطة مع الزبونة سهل عكس الرجل الذي يستحيل أن يحدد لها المقاسات بدقة كما تفعل المرأة، فالخياطة تأخذ قياسات الزبونة بنفسها، مما يجعل القطعة أكثر مناسبة وجمالاً عند ارتدائها. وتقول دانة الجهني (خريجة جامعية) إنها تضطر للخياطة لدى المقيمين الذين يعملون في مشاغل الخياطة النسائية، رغم أنهم – حسب قولها – لا يجيدون الخياطة كالنساء، والسبب أن أسعارهم أقل بكثير من الخياطات، حيث إن فارق السعر يتراوح في بعض الأحيان بين 300 500 ريال. وأشارت دانة إلى أنها عندما ترغب في تفصيل فستان جديد تقوم بوضع فستان آخر معه ليعرف الخياط المقاس من خلاله، مضيفة أنها في حال شعرت بزيادة بالوزن، تذهب للخياطة لتحدد لها المقاسات مقابل 100 ريال، وتقوم بتزويد الخياط بها. الخياط محمد وزير خان (باكستاني) قال "أعمل بالمشغل النسائي منذ سبع سنوات، وأغلب الزبونات يحضرن ملابسهن لدي لتعديل في الطول أو العرض، أو تفصيل "ثياب" كبيرات السن التي لا تتطلب عادة موديلا معينا، وقليل منهن من تطلب تفصيل فساتين للأفراح". وأضاف أن السيدات يقبلن أكثر على التفصيل لدى الخياطات، وذلك يعود لكونهن يجدن أريحية أكثر بالتعامل مع الخياطات النسائية في أخذ مقاسات الجسم التي يجب أن تكون دقيقة، حتى لا تصبح القطعة واسعة أو ضيقة عليها، مما يؤثر في مظهرها عند ارتدائها. وأكد خان أن أسعار خياطة الفساتين لديه لا تتجاوز ال 400 ريال، في حين تفوق أسعار خياطة العاملات بالمشاغل النسائية مبلغ ال 600 ريال، وغالباً ما يكون ذلك السعر دون رسم المقاسات. وحول زيادة أسعار التعديل في مقاسات القطع أشار خان إلى أن دخل المشغل لديه غالباً يأتي عن طريق التعديل، لذلك حدد 10 ريالات كحد أقصى لتعديل مقاس واحد كالعرض أو الطول، وكلما زاد تعقيد الموديل – حسب وصفه- زاد السعر. وقالت أياتي نور (خياطة إندونيسية) إن قسم الخياطة بالمشغل الذي تعمل به يشهد إقبالاً جيداً من النساء الراغبات في تفصيل ملابسهن لديها، وإن أغلب السيدات يأخذن عادة مشورتها بالموديلات المناسبة لأجسامهن وشخصياتهن، التي غالباً يخترنها من "الكتالوجات" والمجلات الموجودة لديها والمتخصصة في الأزياء وأحدث الموديلات. وأضافت أن الخياطة تحفظ أسرار المرأة وتتفهم نفسيتها. مشيرة إلى أن بعضهن يخترن الموديل المناسب لهن، ومن ثم يتوجهن لشراء قطع القماش المناسبة له، ويحضرنها لها. وأشارت أياتي إلى أن "بعض النساء يجهلن أن للسن وتقاسيم وحجم الجسم وملامح الوجه وطبيعة الشخصية دورا في تحديد موديل الفستان، فالشخصية المرحة يناسبها الفستان الواسع، والشخصية الهادئة يناسبها الفستان الناعم المقيد ، وغيرها من الشخصيات، وذلك ما يجهله الخياط "الرجل" عندما يفصل لإحداهن فستاناً، مما يجعله لا يظهر بالشكل المناسب والمطلوب.