في أول رد فعل رسمي على اللائحة النهائية للأندية الأدبية التي صدرت الشهر الماضي، اعترف وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان بوجود خلل وثغرات في اللائحة تحتاج إلى دراسة وتعديل، مبينا أن الثغرات ظهرت من خلال انتخابات نادي مكة الأدبي. جاء ذلك في حلقة النقاش التي أقامها نادي الرياض الأدبي مساء أول من أمس حول "العمل الثقافي بالأندية الأدبية" التي أدارها مدير عام الأندية الأدبية عبدالله الكناني، وأوضح الحجيلان أمام جمع من المثقفين الحاضرين أنه إلى الآن لم يتعود على قبعة الوكيل رغم مضي شهر على تعيينه الرسمي، وقال إنه ربَط عضوية اتحاد رابطة الكتاب المزمع تأسيسه بعضوية النادي الأدبي ورشح عضو الهيئة الاستشارية الدكتور محمد الربيع لتقديم فكرة عن هذا الاتحاد. وبيّن أن الأندية الأدبية مستقلة 100% حتى عندما يتصل روساء الأندية للاستشارة نقول لهم لا دخل لنا بكم لديكم مجلس إدارة نحن نقدم لكم التسهيلات والإجراءات عن طريق إدارة الأندية الأدبية، وقال إن الجدل بين الأدب والثقافة قائم وسيكون هناك آليات لتطوير العمل الثقافي. وكشف الحجيلان أن الوكالة للشؤون الثقافية ستقيم شراكة بين نادي الرياض الأدبي ونادي جدة الأدبي مساء السبت المقبل وسيكرم الروائيان رجاء عالم الفائزة بجائزة البوكر 2011 ويوسف المحيميد الفائز بجائزة أبي القاسم الشابي، ووافق الحجيلان على مقترح رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي على إقامة ملتقى حول الأندية الأدبية تتبناه الوكالة تنظيما يقام في شوال المقبل بمركز الملك فهد الثقافي. وشن رئيس نادي الرياض الأدبي الأسبق الدكتور محمد الربيع هجوما لاذعا على الأندية الأدبية واصفا إياها بأنها غير جاذبة من حيث موضوعاتها التي تطرحها وأسماء ضيوفها وأن جلهم ممن استهلكوا ولم يعد لديهم جديد. واستطرد الربيع في هجومه ليشمل المثقفين والأدباء الذين طالما تشدقوا بالانتخابات وطالبوا بها ثم أحجموا عن المشاركة فيها، واصفا إياهم بأنهم كانوا سلبيين، وأنه أصيب بخيبة أمل كبيرة منهم، وتساءل: "كيف يطالبون ولا يشاركون". ودعا الربيع المثقفات بأن يبادرن بالخطوة الأولى وأن يحسن اللعبة الانتخابية، مشددا على أن المراكز الثقافية مصطلح هلامي ومضطرب وغامض، مطالبا بعقد لقاء عام مع المثقفين بعد الانتخابات لوضع تصور وبرنامج للمرحلة المقبلة وفتح صفحة جديدة مع الماضي. مدير عام إدارة الأندية الأدبية الأسبق عبدالله الشهيل انتقد الأندية الأدبية وقال إنها مناطقية بحتة ولا بد من إنشاء جمعية عامة للكتاب والأدباء السعوديين لها فروع بمناطق السعودية، وطالب بإزالة اسم وزارة الثقافة والإعلام والوكالة على لوحة النادي لأنها ليست مؤسسة رسمية تتبع للدول بل هي من مؤسسات المجتمع المدني وحتى تتحرر من القيود الرسمية. وامتدت الانتقادات للأندية الأدبية من الدكتور عزيزة المانع التي شددت على ضرورة تحديد هوية النادي هل هو خاص بالأعضاء أم مفتوح مبينة أنه في تعريف النادي الأدبي يجب أن يحمل الأديب شهادة جامعية ولديه كتاب، وتساءلت "هل من ألف كتابا يعتبر أديبا"، وأشارت إلى أن الأندية لم تستطع جذب المثقفين إليها. محمد الشقحاء الذي حمل عضوية أدبي الطائف لمدة ثلاثة عقود استعرض جوانب من اللائحة القديمة، واللائحتين التنظيميتين في صيغتهما الأولى والثانية، حيث تناول على مدى ثلاثة عقود من حيث الأداء والمأمول عطفا على الأهداف، التي استعرض عددا منها عبر منظورين، الأول منهما: الأدب، وثانيهما الثقافي، إضافة إلى أبرز ما قدم في هذين السياقين، مؤكدا أن العمل الثقافي يحتاج إلى مشاركة تقوم على احترام الأهداف، وما تنص عليه من المواد. واختتم الدكتور ناصر الرشيد انتقاداته مطالبا الوزارة برفع يدها عن الأندية الأدبية، مشيرا إلى وجود 20 ناديا ثقافيا في الرياض تطرح من خلال منتدياتها والمجالس الثقافية أفكارا جريئة، ودعا الوكيل الجديد إلى مراجعة أهداف الأندية الأدبية.