على الرغم من أنه كاتب سرد ومسرحي له تجارب في قصيدة النثر إلا أنه فضل أن يعرف نفسه ب" أحد عامة العامة.. يملؤني التعب في رحلة البحث عن الجمال, أحد الذين يتكررون دوماً, في كل زمن, وينسلّون من كل جد, ويجلسون تحت إنارة الرصيف المنكّسة ليسبوا الحظ العاثر". الكاتب صالح زمانان ابن نجران، الذي أصدر مجموعة قصصية بعنوان "البشكنجية " عن دار "طوى" له تجربة في كتابة النص المسرحي. عندما التقيته دار في ذهني سؤال: لماذا أصدرها من دار "طوى" وليس من ناد أدبي مثلا ؟، وهل للإثارة دور في اتجاه بعض الشباب لدور نشر بدلا من الأندية ؟ نفى زمانان ذلك وهو يرتشف قهوة فرنسية قائلا: أبدا لم تكن قضية إثارة أو جدل, المؤسسات الثقافية توزيعها لا يتعدى أرنبة عماراتها, والكتاب قيمته في كف وعلى رف, كما أن "دار طوى" مشروع ثقافي وطني وضع بصمته في معترك الدور العربية. الحديث عن "البشكنجية" كان أبرز ما دار في حوار"الوطن" مع "زمانان" حيث يشعر القارئ أن هناك تفاوتا في لغة بعض قصصها بين الرمزية والمباشرة.. يقول صاحبها "الكتاب برمته كان متفاوت الزمن في كتابة قصصه, وهذا أمر مهم في هذه الحالة غير المستقرة في اللغة, وتكيفي مع كتابة النص يأتي كيفما اتفق في بعض الأحايين, لدرجة أن الفكرة الرئيسة قد تأتي بعد بدء الكتابة وارتفاع حالة المدخل. واللغة المباشرة نسبياً في الحدث الصاخب مثل "ليلة في غزة" هي ضرورة بالنسبة لي، لأن التصوير الداخلي كان معقدا, بعكس القصص التي تأتي بمعانٍ رمزية وبمشاهد رمزية بحتة ولا تحتمل إلا خصوصية لغوية. وفي العموم فإن الطقس الذي تهذي فيه شخوص القصة يحتم الطقس اللغوي للكتابة ذاتها". اللافت أن المجموعة حوت قصة طويلة مستوحاة بجميع شخوصها وأمكنتها من الأندلس المفقود، وهو ما يمكن تفسيره بمحاولة إسقاط الماضي على الحاضر والإفلات من الرقيب وهو ما نفاه المؤلف بالقول" متابعتي للأدب الأندلسي وعصور العرب في إسبانيا كان لها دور في أن أنجذب تجاه أشبيلية والبيرة وتلك البقاع, وهو ليس خوفاً من الرقيب وليس للتجريب بقدر ما هو توافق بين الوجداني والغيبي في داخلي, أنا مؤمن أن التجريب الكتابي يحتاج لتجريب فكرة النص ذاتها والخروج من المألوف, يحتاج لمبحث خاص لفكرة عظيمة, حين يكون- طبعاً - مرادفاً للموهبة والخيال العريض, ولا يهمني كثيراً تكنيك الكتابة والتجريب في شكلها". بعد حوار"الوطن" مع "زمانان" بيومين كان فرع جمعية الثقافة والفنون بنجران يحتفل باليوم العالمي للمسرح، وضمن فقرات الاحتفال عُرض مشهد من مسرحية "رصيف 7" لمؤلفها صالح زمانان الذي يقول عن هذه التجربة "رغم متابعتي الجيدة للمسرح العربي والعالمي إلا أن الصديق المخرج سلطان الغامدي هو الذي حرضني على الكتابة المسرحية وكانت تجربتي الأولى "رصيف7" وهي من إخراجه, ". الجديد في تجربة زمانان المسرحية هو أنه استطاع أن يكسر عرف ورشة العمل المسرحي بالطائف في استحواذ المؤلف الدائم فهد ردة الحارثي والمخرج أحمد الأحمري فقدم نصا بعنوان " فصول المضغ" ، لكنه لا يعتبر الأمر كسراً لحاجز ورشة الطائف" بقدر ما كان تعاوناً لذيذاً تشرفت به"، ويقول متابعا: الجميل في هذه التجربة أمران, الأول: أن مسرح الطائف يعتبر المسرح المحترف لدينا في المملكة، وتواجدي فيه كمؤلف هو خطوة جيدة جداً لي, والآخر: أن المبدع سامي الزهراني سيخرج لأول مرة, بعد هذه السنوات الكثيرة المليئة بالإبداع داخل الورشة وعلى خشبة المسرح كممثل خارق للعادة. ل( زمانان) تجربة في كتابة قصيدة النثر لكنه يؤكد" قصيدة النثر لا أدعيها, أنا كائن سردي بالضرورة, وأدراجي سجن لشخوص وليست لقصائد, أكتب قصيدة النثر لأنثر في نفسي ماء على جمر, وأتخلص من حمى التوتر حين أتوقف عن كتابة الرواية أياما, وتلك القصائد أكتبها لأصدقائي.. وأصدقائي فقط ".