ساد الهدوء مرفأ مدينة مصراتة أمس، غداة هجوم شنته القوات الموالية للقذافي التي قال الثوار: إنهم تصدوا لها على بعد 40 كلم إلى الشرق، بعد غارات للحلف الأطلسي ومعارك برية، فيما أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بتقديم مساعدة غير عسكرية طارئة بقيمة 25 مليون دولار للثوار. وتشمل المساعدة عربات وشاحنات ووقود وسيارات إسعاف ومعدات طبية وسترات واقية ومناظير وأجهزة لاسلكية. وذكر الثوار أن الحلف الأطلسي شن غارات جوية خلال ليل أول من أمس على بعد 15 كلم من المرفأ الذي يستخدم لتموين المدينة المحاصرة منذ شهرين. وقال أحد قادة الثوار: "إن رجال القذافي قد قتلوا. وبقيت آليات وجثث متفحمة، وغنمنا كثيرا من الأسلحة". وعرض صاروخا من نوع "ميلان" فرنسي الصنع وقاذفات آر.بي.جي وأسلحة رشاشة. وما زال في مصراتة نحو 1300 لاجئ يشكل النيجريون والتشاديون والغانيون والسودانيون القسم الأكبر منهم. وتوالت السفن في الأسابيع الأخيرة لإجلاء آلاف الأشخاص. في سياق متصل أفاد متحدث باسم المعارضة الليبية في بلدة الزنتان بأن قوات القذافي أطلقت صواريخ جراد روسية الصنع على وسط البلدة الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وذكر المتحدث ويدعى عبدالرحمن في حديث هاتفي من البلدة الواقعة بمنطقة الجبل الغربي "كان هناك قصف شرس هذا الصباح. سقط نحو 15 صاروخ جراد في وسط البلدة وسقط صاروخان حيث أقف الآن. خمسة منازل دمرت. لم يسقط قتلى لحسن الحظ، ولكن بعض الأطفال أصيبوا بجروح بسيطة". من جهته ذكر مصدر عسكري من الثوار أن القذافي يحشد قواته في مدينة البريقة النفطية شرق البلاد من أجل البدء في هجوم جديد على الخط الدفاعي الأول للثوار. إلى ذلك أكد ممثلو 61 قبيلة ليبية في بيان نشره في باريس أمس الفيلسوف، السياسي الفرنسي برنار ليفي الذي يدعم الثوار، أنهم يريدون إقامة "ليبيا موحدة بعد رحيل الدكتاتور معمر القذافي". وقال البيان أعد في بنغازي، في 12 أبريل: "في مواجهة التهديدات على وحدة شعبنا، وفي مواجهة المناورات ودعاية الدكتاتور وعائلته فإننا نعلن صراحة بأنه لن يفرقنا أي شيء. فنحن نتشاطر نفس المثل الداعية إلى ليبيا حرة وديموقراطية وموحدة".