كشفت الاستشارية السعودية في الغدد الصماء والسكر والاستقلاب الدكتورة نادية غنام، عن دراستين جاريتين في المملكة لبحث العلاقة بين الجينات والسمنة، مؤكدة أنه في السعودية تقام حاليا أبحاث مشتركة بين مستشفى الحرس الوطني، وجامعة الملك عبدالله، ومستشفى المركز الطبي الدولي بجدة، ومستشفى سان دييجوا بكاليفورنيا. وقالت خلال مشاركتها في مؤتمر "دالم" الدولي بقطر، إن السمنة وباء عالمي ومنطقة الخليج الأكثر انتشارا، وفي بلدي معظم الدراسات التي تمت وخاصة فيما يتعلق بالإحصائيات تظهر أن 35% من الراشدين مصابون بالسمنة، وإننا لا نفعل ما يكفي بالنسبة للفحص المبكر للسكري والسمنة المرتبطة بالسكري. جاء ذلك في مؤتمر "دالم" السابع عشر حول السكري، السمنة والمتلازمة الأيضية الذي عقد للمرة الأولى منذ ستين عاما خارج الولاياتالمتحدة الأميركية، واستطاعت قطر أن تستقطبه، بتنظيم من مؤسسة قطر التعليمية، وتستضيفه كلية طب وايل كورنيل في قطر، وختمت فعالياته أمس بفندق ريتز كارلتون الدوحة، بمشاركة ثمينة من 650 عالما وطبيبا من مختلف دول العالم، قدموا قرابة 100 ورقة عمل وبحث علمي متقدم في السمنة والسكري والمتلازمة الأيضية. وقالت الدكتورة غنام ل"الوطن": إن التعريف العلمي الموجود لدى الأطباء لدينا هو التعريف الغربي، فيما المطلوب هو تعريف علمي خاص بالإنسان السعودي، وارتباطه بالأمراض في السعودية، وقالت إن الشرق الأقصى يضع تعريفا علميا مختلفا عن السمنة لدينا، حيث يقيم الأطباء لدينا مرحلة زيادة الوزن في كتلة الجسم ب25 بينما السمنة تبدأ من 35 لكتلة الجسم، فيما يقيم الشرق الأقصى زيادة الوزن ب23 أما السمنة فتبدأ ب 25 لكتلة الجسم، وهذا يؤكد لنا أهمية وجود دراسات تحدد تعريف مراحل زيادة الوزن والسمنة وتقيميها الخاصة بنا. وتابعت لدينا في السعودية دراسة كبيرة وضعت لها ميزانية كبيرة تهدف إلى ربط السمنة بالعوامل المسببة ومنها العوامل البيئية الاجتماعية لها وأهمها العوامل الوراثية، وهو التوجه العالمي الذي بدأ به منذ عام 2000م، ونعمل في المملكة على دراسة إن كان هناك ربط جيني مباشر للسمنة لدينا، ونحاول أن نعرف إن كنا نختلف عن الغرب في السمنة أم لا، وهذا ما نتوقع أن يساعد الأطباء على وضع العلاجات المناسبة للسمنة لدينا. كما دعت الدكتورة غنام إلى تجديد ومتابعة الدراسات التي تضع مؤشرات لنسبة انتشار السمنة، أمام أعين العلماء والأطباء والمسؤولين، مؤكدة أن آخر دراسة كانت في عام 2004, وأظهرت انتشار السمنة بنسبة 35% لدى السعوديين، وقالت إن الوقت قد حان لفتح مستشفيات متخصصة لعلاج السمنة باعتبار تقييم الأطباء لها كمرض وبائي.