لم تقتصر النجاحات التي حققتها المرأة السعودية على حد معين، بل تجاوزت جميع العقبات، وأثبتت نجاحها في العديد من المجالات، وحققت العديد من الإنجازات، وهو أمر لم يكن ممكناً لولا الدعم والتشجيع الذي أحاط بنساء الوطن من خادم الحرمين الشريفين، حيث حققت المرأة السعودية العديد من الإنجازات الكبيرة في مجالات الطب والتقنية والهندسة والإعلام والاقتصاد والتجارة، وتجاوز نجاحها المجالات التقليدية إلى مجالات أخرى جديدة كالغوص والملاحة البحرية والإنقاذ والإسعافات الأولية. أماني جاها فتاة سعودية ذات الأربعة والعشرين ربيعا طالبة جامعية، تمكنت من الحصول على رخصة مدربة في الإسعافات الأولية للإنقاذ، تقول "الإسعافات الأولية تنقسم إلى قسمين، عناية أولية، وتتمثل في الإنعاش القلبي الرئوي CpR، وجهاز إزالة الرجفان القلبي EAD ، والقسم الآخر العناية الثانوية، وتشمل العناية بحروق المصابين والكسور. وعن دوافع تخصصها في هذا المجال أضافت جاها "حرصت على دراسة الإسعافات الأولية، لما لها من أهمية كبيرة، حيث لا تخلو منشأة من احتمال وقوع حوادث، لذلك لابد من الإجراءات السريعة التي تعتمد على حكمة ووعي وإدراك من قبل المنقذين" مشيرة إلى أن جميع الدول الأوروبية والعربية تحرص على دراسة الأسس الصحيحة للإسعافات الأولية. وأوضحت جاها أن الإسعافات الأولية لها أهمية خاصة بالنسبة للمدربين على الغوص، فقد يتعرض الغواص لحوادث مختلفة داخل أعماق البحار كالغرق والذعر والإغماء ، لذلك لابد أن يكون المدرب ملما بالأساسيات والإسعافات الأولية، حتي يتمكن من إنقاذ المتدربين من الغواصين في أسرع وقت، مؤكدة أن المدرب يبذل جهده في إنقاذ الأرواح، والاستفادة من عنصر الوقت في تقديم الخدمات الإسعافية. وأكدت جاها أن قيادة اليخوت استهوتها، فأقبلت على تعلم هذه الهواية التي تعتبر نادرة في المجتمع السعودي، فاتجهت لجمهورية مصر العربية، ودرست في معهد american yacht academy التابع لأكاديمية العلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ِ" AAST " التابعة لجامعة الدول العربية، وحصلت بعد الدراسة على رخصة Master of yachs coastal navigation. وحول طبيعة الدراسة والمهارات التي اكتسبتها من خلالها قالت "درست الملاحة البحرية نظريا وتطبيقيا، وتشمل التدريب على أجهزة الملاحة كاملة، ومعرفة نظام السلامة العالمي المتفق ضمن منظمة solas ، وخلال دراستي في المعهد وبحكم رخصتي كملاح بحري أتقنت دراسة الخرائط البحرية، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تلقيت دروسا في الإنقاذ البحري". وأوضحت جاها أنها خلال المرحلة الدراسية تمكنت من إجراء تطبيق عملي على اليخوت البحرية في قناة السويس وفي مدينة الإسكندرية، حيث تم تدريبها على المهام التي تناط إلى قائد اليخوت كتنظيم مهام الطاقم، وتوزيع الأدوار عليهم، ومعرفة الحمولة المسموح بها على اليخوت البحرية التي تحمل حمولات مختلفة، بحيث لا يتجاوز حجم الحمولة 60 طنا. وأضافت أن دراستها لم تقتصر على إتقان أسس الإسعافات الأولية والملاحة البحرية، بل درست أيضا الغوص في مدينة جدة منذ أربع سنوات تحت إشراف مدربات دوليات، واجتازت اختبار المدربين الدوليين، حتى حصلت على الرخصة الدولية في التدريب على الغوص من منظمة padi. وذكرت جاها أن القوانين في المملكة لا تتيح ممارسة قيادة اليخوت، وأنها تطمح إلى أن تتحلى المرأة بالثقة، وتقتحم هذا المجال، حتى تساهم في خدمة وطنها، ونستغني عن العمالة الأجنبية التي تفتقر إلى التعليم والتدريب، والتي تسيطر على هذا المجال، مشيرة إلى أنها تلقت عروض عمل كملاحة بحرية في دولة الإمارات ودول أخرى. وأكدت الملاحة السعودية تطلعها إلى انخراط السيدات السعوديات في مجالات الملاحة البحرية، والغوص، والإسعافات الأولية لخدمة الوطن، وأن تبرز من خلال ذلك الكفاءات النسائية، ويقدمن نموذجا جديدا للنجاح الذي حققته السيدات السعوديات في مجالات عديدة.