الحصول على ثمن توصيلة دفعت الكثير من أصحاب سيارات الأجرة إلى أخذ المبلغ مقدما قبل إيصال الزبون ل"شارع وصلني" جنوبجدة هذا ما أجبر "عبد الغفور محمد" سائق الأجرة على طلب ثمن التوصيلة لهذا الشارع مقدما، بعد أن تعرض لعلقة ساخنة من سيدة أربعينية رفضت تسليم مبلغ المشوار بعد تلقينه درسا لن ينساه طيلة حياته على حد قوله. شارع وصلني يطلق عليه البعض "شارع شكراً" فهذا المسمى المتعارف عليه بين سيدات الحي، المار به لا يعرف السر الخفي وراء هذه المسميات. "الوطن" قامت بجولة لمعرفة الأسباب التي دفعت إلى إطلاق هذه المسميات على هذا الشارع، الذي يقع بقرب حي غليل الشعبي الذي يسكنه عدد من مجهولى الهوية والعمالة الوافدة والجنسيات المختلفة منذ فترة زمنية طويلة. يقول نضال أحد ساكني الحي لقد اقترن هذا الاسم بالشارع منذ فترة زمنية طويلة حيث تبدأ حدود هذا الشارع من المحجر إلى دوار الإسكان في الجنوب مرورا بالقرب من حي غليل، وعن أسباب تسميته بذلك، يشير إلى أن هناك العديد من السيدات الوفدات اللاتي يقمن في حي غليل ويتخذن هذا الشارع كمرتكز لهن في اصطياد أصحاب سيارات الأجرة، الذين لا يعلمون مكر هؤلاء السيدات اللاتي يعمدن لطرق الخداع هروبا من دفع أجرة السائق، فأصبح أصحاب المركبات لا يرغبون في حمل ركاب هذا الشارع تخوفا من تعرضهم للضرب أو عدم دفع الأجرة، ومن هذا المنطلق أخذ السكان يتداولون هذه المسميات من باب الفكاهة والطرفة لدى أهالي الحي. يذكر نضال أنه كثيراً ما تقع في هذا الشارع أحداث دامية لأصحاب السيارات الذين يلجؤون لتوصيل السيدات مما يعرضهم للضرب وتهشيم زجاج مركباتهم من قبل شباب الحي والمقيمين في هذا الشارع من باب التخويف حتى لا تعود هذه السيارات إلى المنطقة، وخاصة أن السيدات يستنجدن بشباب الحي في وقت إصرار صاحب المركبة على أخذ أجرة التوصيلة. في أحد الشوارع القريبة من الموقع استوقفنا سائق ليموزين يدعى "عبد المجيد آدم" وطلبنا منه أن ينقلنا إلى شارع وصلني، وقد انزعج كثيرا من هذا الأمر وبعد الإصرار عليه لمعرفة السبب، ذكر أنه يتعرض دائما لمواقف مخيفة في كل توصيلة لهذا الشارع، مشيراً إلى أن أصحاب الليموزينات يطلقون عليه شارع شكرا مرجعا ذلك إلى أن العديد من السيدات بعد إيصالهن للموقع يكتفين بقول شكرا والنزول من دون دفع الأجرة، مما دفع أصحاب سيارات الأجرة إلى طلب المبلغ مقدما من السيدة التي ترغب في الذهاب لهذا الشارع قبل التحرك إلى الموقع. ويذكر صالح حيدر من سكان حي غليل أننا كثيرا ما نسمع ونشاهد قصصا عن هذا الشارع الذي يشهد مغامرات مع ركاب سيارات الأجرة، حيث اعتادت السيدات على اتخاذ هذا الشارع للتوصيل المجاني، فكثير ممن يعبر من خلاله يشاهد سيدات يخرجن على شكل مجموعات لخداع المارة والفوز بتوصيلة مجانية، تكون نتيجتها علقة ساخنة إذا أصر على طلب الأجرة. من جانبه أكد عمدة البغدادية زامل سلامة أن منطقة غليل تسكنها أقليات من كافة الجنسيات مما جعل هذه المنطقة تكثر بها الخلافات، حيث هذا الحي يسكنه الوافدون أكثر من السعوديين مما يزيد في حدوث نسبة المشاكل، فبعض الشوارع القريبة من هذه المنطقة كشارع وصلني كما يطلق عليه من الشوارع التي تكثر فيها المضايقات لأصحاب الأجرة الخاصة، التي يخرج منها الوافدات للركوب مع أصحاب السيارات بدون دفع ثمن التوصيلة فاقترن هذا المسمى بهذا الشارع وأغلب السيدات الوافدات يكن من الجنسيات الأفريقية والآسيوية. وأضاف سلامة أن لعمدة الأحياء دوراً كبيراً في التعاون مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشرطة في القضاء على هذه الظواهر التي تحدث خلافات عدة، فيقومون بمخاطبة الشرطة والبحث الجنائي وهيئة الأمر بالمعروف عن هذه الأمور لكي يتم القضاء عليها. ويختلف معهم عمدة حي غليل الغربي علي محمد الغامدي الذي أوضح لنا أن هذا المسمى الذي أطلق على الشارع وعرف به، يرجع إلى أن السيدات المقيمات في الحي معظمهن من الأسر الفقيرة التي لا تملك مالا لدفع ثمن توصيلة سيارة الأجرة مما يدفعهن إلى الخروج على رصيف الشارع المتعارف عليه والركوب مع سيارات الخصوصي التي تحملهن بمبالغ ضئيلة تقدر على دفعها السيدة، والبعض الآخر يعمدن للهروب من سيارة الأجرة دون دفع ثمن التوصيلة نتيجة حالاتهن المادية البسيطة. ويضيف الغامدي: الذي أطلق هذا المسمى أصحاب السيارات الخصوصي الذين يقومون بتوصيل السيدات من هذا الشارع وليس سكان الحي، والمسمى الحقيقي لهذا الشارع هو ما يعرف بشارع الفلاح.