هبط مكوك الفضاء "ديسكفري" بولاية فلوريدا مساء أول من أمس، بعد عودته من آخر رحلاته في الفضاء ليصبح أول مكوك فضاء يحال للتقاعد من بين ثلاث مركبات فضاء متبقية. انتهت الفترة التي قضاها "ديسكفري" في الخدمة، والتي استمرت 27 عاما عندما هبط الساعة 11,57 صباحا(16,57 بتوقيت جرينتش أول من أمس) بمركز كنيدي الفضائي بعد مهمة في الفضاء استمرت 13 يوما نقل خلالها المكونات الأميركية النهائية لمحطة الفضاء الدولية. وأعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" بعد هبوط المكوك "نهاية رحلة تاريخية". ووصف ويليام جريستنمير، إداري العمليات الفضائية بوكالة ناسا، مهمة وهبوط ديسكفري بأنها "غير عادية"، وقال إنهم نفذوا آماله في إغلاق برنامج المكوك "باهتمام كبير"، وقال عن اللحظة التاريخية إنها "روعة". وأضاف جريستنمير إنه من المقرر أن يتم عرض ديسكفري بأحد المتاحف بحلول الخريف، فيما سيقوم مهندسو ناسا أولا بتفكيك بعض أنظمته لإجراء "عملية تحليل دقيقة" قد ترشدهم في تصميم الجيل المقبل من السفن الفضائية. كما سيتم تفكيك بعض أجهزته "لتركيبها في المركبات الفضائية الجديدة". وفي رحلته الأخيرة للفضاء، نقل المكوك ديسكفري غرفة إضافية تشمل إمدادات ومعدات، بينها إنسان آلي يحمل اسم "روبونوت2" ، وهو الروبوت الأول من نوعه الذي يرسل إلى الفضاء، وقام اثنان من رواد الفضاء في ديسكفري بجولتي سير في الفضاء لإجراء إصلاحات خارج المحطة الفضائية الدولية. ومن المقرر أن يقلع مكوك آخر، هو مكوك الفضاء "انديفور"، يوم 19 أبريل المقبل، في حين يقلع مكوك الفضاء "أتلانتس" نهاية يونيو، مما يمثل آخر رحلة لبرنامج مكوك الفضاء الذي حظي بشهرة واسعة. وكان من المقرر أن تتم رحلة "ديسكفري" قبل أربعة أشهر، لكنها تأجلت عدة مرات بسبب اكتشاف تصدعات في جسم خزان الوقود الخارجي للمكوك، واستغرقت "ناسا" عدة أشهر لتحدد بدقة سبب التصدعات ثم إصلاحها. وبدأت عملية بناء المكوك ديسكفري عام 1979 وانطلق للفضاء لأول مرة عام 1984، وقام برحلات أكثر من أي مكوك آخر، وحمل أكبر عدد من رواد الفضاء.