سواء كان حلف شمال الأطلسي أو تحالف من دول متطوعة سيتولى فرض احترام منطقة لمنع الطيران في المجال الجوي الليبي، يفترض أن تتم دراسة هذا التدخل بعناية. وستتطلب هذه العملية تخطيطا ثقيلا جدا في ظل تعدد المتغيرات العملياتية مع الكم الكبير من المشاكل اللوجستية التي ترافقها. ويملك الحلف الأطلسي بذاته أو بواسطة البلدان الأعضاء فيه مجموعة كبيرة من الوسائل التي يمكن تطبيقها من طائرات رادار اواكس لمراقبة المجالين الجوي والبحري وطائرات للحرب الإلكترونية لضرب الأسلحة المقابلة من نوع أرض-جو ومقاتلات قاذفات لاعتراض الطائرات الليبية التي قد تنتهك الحظر الجوي أو لتدمير الصواريخ الليبية من نوع أرض-جو. وفي مواجهة الترسانة الغربية، لا تملك ليبيا إلا نحو 20 أو أكثر من المقاتلات السوفيتية القديمة (ميج 21 و23) أو الفرنسية (ميراج إف1) صالحة للاستعمال بشكل كامل مع سائقين مدربين. والخطر الأكبر قد يأتي من البطاريات المتنقلة لصواريخها من نوع أرض-جو "اس ايه8" للعلو المنخفض، "اس ايه2" و"اس ايه6" للعلو المرتفع. ويمكن ل"اس ايه8" على وجه الخصوص بقيادتها البصرية أن تطارد أهدافها مع عدسة مقربة يصعب رصدها. والتهديد كاف ليقوم الحلف الأطلسي بضربة وقائية للبطاريات المذكورة، مع خطر تسجيل خسائر عند الجهات الليبية الصديقة. إلا أن كل شيء سيعتمد على ما يراد مراقبته في ليبيا التي تبلغ مساحتها نحو مليون كلم مربع. ويمكن القول إن مراقبة قطاع بعمق مئة كلم على الشاطئ الليبي لأن 85% من السكان الليبيين يتمركزون فيها. وبما أن طائرات اواكس تملك القدرة على المراقبة الفاعلة في دائرة شعاعها 200 إلى 250 عقدة بحرية (360 إلى 450 كلم) على علو منخفض، فإن جهازا واحدا منها موضوع في مكان جيد جنوب إيطاليا يكفي لتغطية قوس يضم جزءا كبيرا من ليبيا أو على الأقل المنطقة التي تسيطر عليها قوات القذافي. وفي حال الرغبة في تأمين مراقبة على مدار الساعة، فسيسمح وضع خمس طائرات مزودة بأنظمة اواكس في صقلية على سبيل المثال بالاستغناء عن طائرات التموين. وفي النهاية، إذا تم تحديد الوقت المطلوب لاعتراض الطائرات إلى عشر دقائق، فإن بضع عشرات من الطائرات كاف. لكن هذا سيترك فرصة ضئيلة لطائرات العقيد القذافي كي تشن ضربات قبل إسقاطها.