بات الموسم السياحي في مصر مهدداً بالإلغاء بسبب اندلاع "ثورة 25 يناير"، إذ تكبد قطاع السياحة الذي يعد أحد أهم الموارد المالية للاقتصاد المصري، خسائر بلغت نحو 600 مليون دولار منذ بدء الأحداث وحتى الآن. وتوقع خبراء في قطاع السياحة تحدثوا إلى "الوطن"، تراجع إيرادات السياحة بنسبة 50 % خلال العام الجاري بسبب الأحداث الراهنة، معتبرين تلك الخسائر منطقية في ضوء اندلاع الأحداث في ذروة الموسم السياحي. وما زاد من تعقيد الأمور، تجاه بعض الدول وعلى رأسها "الولاياتالمتحدة الأميركية" بترحيل مواطنيها من مصر، وانضمام دول عديدة مثل فرنسا وبلجيكا والسويد وألمانياوفنلندا وبولندا وروسيا والصين وأستراليا، إلى قائمة الدول المحذرة لرعاياها من السفر لأي سبب إلى الأراضي المصرية المضطربة. وقال خبراء إن قطاع السياحة المصري يعمل به ما يقرب من 2.5 مليون عامل، باتوا مهددين بالبطالة، خاصة ان نسبة الإشغالات في الفنادق باتت دون المستوى ولم تتجاوز 15 %، بل وسجلت 2 % في مناطق أخرى مثل الأقصر، وأبدى مسؤولون بالقطاع مخاوف كبيرة من أن تنخفض نسبة الإشغالات في الفنادق إلى "الصفر". وقال مسؤولون بوزارة السياحة المصرية ل"الوطن"، إن العديد من شركات السياحة الأوروبية حولت وجهات رحلاتها من مصر بسبب الأحداث، إلى بلدان أخرى خلال الساعات الماضية، وذلك بسبب التطورات السياسية المتلاحقة التي تشهدها البلاد. ويقول أمين عام اتحاد الغرف الفندقية والسياحية بجنوب سيناء عادل شكري، إن نسبة الإشغال السياحي بفنادق "شرم الشيخ" و"دهب" و"نويبع" و"طابا" تتناقص يوميا بسبب قيام السياح بمغادرة الفنادق وعدم وصول سياح من الدول الأخرى. كما توقفت حركة الوصول السياحة بمحافظة "الأقصر" بنسبة 100%، إضافة إلى إلغاء جميع الرحلات السياحية بأغلب الشركات السياحية بالمحافظة حتى موعد غير معلوم، وذلك بسبب أحداث 25 يناير. من جانبه أكد رئيس اتحاد الغرف السياحية المصرية أحمد النحاس ل"الوطن"، أن المجلس عقد اجتماعا طارئاً لمتابعة الأوضاع الحالية التي ألمت بقطاع السياحة، مشيراً إلى أن الخسائر ستكون كبيرة خلال الموسم الحالي. وقدر الخسائر المبدئية للقطاع منذ بدء الأزمة بنحو 600 مليون دولار، متوقعاً تراجع الإيرادات خلال العام الجاري، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على العمالة بقطاع السياحة سواء المثبتة أو المؤقتة دون المساس بها تحت أي ظرف من الظروف وتحمل المشكلات التي تواجه القطاع في الفترة الحالية. ويقول عضو جمعية المستثمرين بالسياحة المصرية الدكتور إلهامي الزيات ل"الوطن"، إن قطاع السياحة معرض لخسائر فادحة خلال الموسم الحالي، مشيراً إلى أن حجم الخسائر التي لحقت بالقطاع حتى الآن سجلت 600 مليون دولار، متوقعا ارتفاع الرقم في ظل الأحداث الجارية. وأضاف الزيات أن إيرادات مصر من السياحة خلال العام الجاري، ستتراجع إلى النصف أي أنه من المتوقع أن تتراجع بنسبة 50 %، لافتاً إلى أن الأحداث جاءت في وقت " الذروة" بالنسبة للموسم السياحي التي عادة ما تصل فيه نسبة الإشغالات نسبة 100 %. وفي السياق نفسه، قدر تقرير أصدرته "منظمة السياحة العالمية" التابعة للأمم المتحدة من يزورون مصر سنوياً، من دول العالم المختلفة بنحو 12.8 مليون سائح، مشيراً إلى أن معظم هؤلاء يتوجهون إلى المزارات الأثرية التقليدية في الأقصر وأسوان والقاهرة والواحات، فيما تفضل شريحة كبيرة منهم قضاء العطلات في مناطق الرياضات المائية والغوص في مدن البحر الأحمر وسيناء. وذكر تقرير المنظمة السياحية العالمية أن السياحة تجلب سنويا للخزينة المصرية نحو 11 مليار دولار، وتوفر 1 من كل 8 فرص عمل متاحة. وكانت إيرادات مصر من السياحة قد سجلت في نهاية عام 2009 نحو 10.8 مليارات دولار، في مقابل 12.5 مليار دولار في عام 2008 بسبب الأزمة المالية العالمية.