مع كل قطرة مطر، تتجدد أحزانها، ولما لا وهي ترى العروس بالكامل تغرق في شبر ماء، انتشلها الجيران مع بناتها في سيل العام الماضي، وحمدت الله على نجاتها وأسرتها من الهلاك، وفي المطر الأخير عادت ذكرياتها الأليمة مع بيتها المتصدع الذي يأويها وبناتها التسع، والذي يتحول مع كل زخة مطر إلى أطلال، لتجد نفسها مرة أخرى خارجة في ضيافة أحد الجيران الطيبين. نعين ونعاون، مثل طبّقته عائلة سعودية حين قام عائلها باستضافة أسرة مواطنة "مهجورة" في الخمسين من عمرها وتعول 9 بنات. وكانت المواطنة التي تسكن منزلا شعبيا في حي الكندرة بجدة تضررت من سيول العام الماضي وسقطت أجزاء من سقف المنزل دون أن تحصل على تعويض، وبعد عودتها الإجبارية إلى بيتها، رممت فيه قدر ما استطاعت، ولملمت من ضروريات الحياة ما جادت به الأيام إلا أن المطر الأخير فاض واستفاض وهدم الجدران وبدد ما تبقى من متاع من جديد. وسردت أم بندر مأساتها، بأنها تعيش وبناتها وضعا مؤلما، حيث هجرت منزلها، وباتت تسكن في غرفة وفرها لها جارها الذي هب لمساعدتها وأخرجها من بين أكوام الطين والماء. وأشارت المواطنة إلى أن فرق الإنقاذ انتشلتها العام الماضي وبناتها بعد تضرر منزلها، وتم تسكينها في إحدى الشقق المفروشة بوسط جدة، وقام فريق من الدفاع المدني بالاتصال عليها والتنسيق معها لحصر ما أصابها من أضرار. وتضيف: بعد أسبوعين أخلونا من الشقق المفروشة وعدت مرة أخرى لمنزلي مع بناتي واستدنت لتوفير بعض الأغطية وأغراض المعيشة ودعمني بعض جيراني ووفروا لي موقدا صغيرا وملابس مستعملة تحفظ بناتي من البرد وتسترهم من عيون الناس، وظللت لمدة ثلاثة أشهر أطالب الجهة المختصة بصرف التعويض، إلا أنني صدمت بحرماني منه بدعوى أن المنزل صالح للسكن ولم يكن به أثاث من الأساس. موضحة أن لجنة المعاينة حين قامت بحصر الضرر الذي طال منزلنا شاهدت وصورت العفن والطين الذي غطى جميع منقولاتنا. وأشارت إلى أنها تقدمت ببرقية لأمير منطقة مكةالمكرمة، وشرحت فيها ظروفها، وذهبت أكثر من مرة للجنة التعويض إلا أنها لم تحصل على رد بخلاف "اسمك موجود لكن لا يحق لك أي تعويض".