إنه من المؤلم أن نرى في بعض الشركات والقطاعات موظفين أجانب في العقد الثاني أو الثالث أو حتى الرابع، وبصورة مبالغ فيها، وكأن مجتمعنا يفتقر إلى هذه الفئة العمرية، وفي تخصصاتها نفسها. وما نراه، لم يتفاقم إلا بسبب النظرة السوداوية للإنسان السعودي من بعض أفراد المجتمع والمستثمرين. ألا يعلم هؤلاء أن السعودي لا يرغب في توظيفه للمنصب أو المفاخرة أو الرفاهية؟! بل يبحث عنها حتى لا يكون عالة على غيره. يرغب في توظيفه ليكون أحد الجنود في ثغور الوطن، وأحد أسباب دفع السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة. السعودي يريد أن يرد الإحسان للوطن الذي رواه بالخير، ودعمه بالكثير. يريد أن يرضي ضميره ويجد لذة عطائه، ويستثمر طاقته وفتوته وعنفوان شبابه، ويستفيد ويفيد قبل أن يهرم. يريد أن يظهر حقيقة كل سعودي بعدما شوهه الإعلام المغرض، ورسمه في صورة نمطية بشعة؛ عشّشت في عقول بعض الناس والشعوب، قريبها وبعيدها. يريد أن يكون لبنة بناء، ويدًا معطاءة. وبسبب هذه النظرة السوداوية في عقول هؤلاء القوم، هُجِّرَت عقول ، واحتضرت عقول وتلاشت فيها المعارف والعلوم، لأنها عُطِّلت أو مارست ما لا علاقة لها به. ورغم كل ذلك، أبى السعودي إلا أن يكون ابنا بارّا، فعمل فيما استطاع، وتطوع مع الجهات الأمنية في الإبلاغ عن أوكار المخربين. وآخر اجتهد في كشف المزورين وأسهم في توعية المجتمع كل بما يتفق مع تخصصه، كل هذا حبّا وعرفانا لدينه وولاة أمره ووطنه. فهل وعى الجميع، من هو السعودي وماذا يريد؟.