تسعى الحكومة الفرنسية لإقناع المحتجين بأن التدابير التي أعلن عنها الرئيس إيمانويل ماكرون في خطابه، أول من أمس، تستجيب لمطالب «السترات الصفراء»، في الوقت الذي أكد فيه العديد من المحتجين عن خيبة أملهم وعزمهم على مواصلة حركتهم. وبعد إنهاء ماكرون كلمته، أعلن العديد من المحتجين عزمهم على الاستمرار في قطع الطرقات وإقامة السواتر ولا سيما عند المستديرات، ودعوا إلى «فصل خامس» من التعبئة السبت المقبل في جميع أنحاء فرنسا، ليكون خامس يوم سبت على التوالي يشهد تحركات على المستوى الوطني منذ انطلاق الحركة في 17 نوفمبر الماضي. وتسعى الدولة لتفادي وقوع تجاوزات خطيرة جديدة كالتي شهدها يوما السبت السابقين، وحذر ماكرون بهذا الصدد بأن أعمال العنف غير المقبولة لن تحظى بأي تساهل». وحملت هذه التجاوزات الشرطة على اتخاذ تدابير غير مسبوقة في فرنسا، حيث تم اعتقال 4523 شخصا منذ أول تظاهرة ل»السترات الصفراء»، وضع 4099 منهم قيد التوقيف رهن التحقيق. مواصلة التحركات في وقت يستعد ماكرون لاستقبال ممثلي القطاع المصرفي، والشركات الكبرى ليطلب منهم المساهمة في المجهود الإجمالي من خلال تدابير ضريبية على الأرجح، يؤكد خبراء أن المحتجين عازمون على مواصلة تحركاتهم بعد رسوخهم في المشهد السياسي العام. ووصفت الكلمة التي ألقاها ماكرون، أول من أمس، والبالغة مدتها 13 دقيقة، أنها حاسمة للرئيس ولقدرته على إعادة إحياء ولايته بالتغلب على الأزمة السياسية الأخطر منذ وصوله إلى السلطة. وأعطى ماكرون في كلمته ضمانات اجتماعية مع الحرص على عدم إثارة الهلع في أوساط الأعمال، في حين أفاد وزير الاقتصاد برونو لومير أن فرنسا ستخسر 0,1 نقطة من النمو الاقتصادي في الفصل الرابع من السنة بسبب الأزمة، وقد خفض البنك المركزي الفرنسي توقعاته للنمو في الربع الأخير من العام من 0,4% إلى 0,2%.