في الوقت الذي تراجعت فيه روسيا على لائحة أكبر الجهات الدولية الحاملة لسندات الخزينة الأميركية، باتت المخاوف تهيمن على المستثمرين الدوليين، نتيجة التداعيات الغامضة للحرب التجارية المستعرة بين الولاياتالمتحدة والصين من جهة، وأميركا والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، على خلفية فرض الرسوم على بعض السلع. وكانت موسكو تملك، في مايو الماضي، نحو 14,9 مليار دولار من سندات الخزينة الأميركية، حيث إنها لم تعد ضمن قائمة الجهات ال33 الأكبر المالكة للدين الأميركي، إلا أنها لاتزال ضمن القائمة في أبريل الماضي في المرتبة ال22، عندما كانت تملك 48,7 مليار دولار من السندات الأميركية. أعداء اقتصاديون يأتي ذلك في وقت يعقد فيه وزراء مالية مجموعة العشرين في نهاية الأسبوع اجتماعاً في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس، للبحث في التهديدات التي يواجهها النمو الاقتصادي العالمي، خصوصا خطر اندلاع حرب تجارية وحدوث أزمة في الدول الناشئة. ومهدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، منذ الأربعاء الماضي، لأجواء القمة، بالتأكيد أن الحرب التجارية يمكن أن تكلف إجمالي الناتج الداخلي العالمي مئات المليارات من الدولارات، فيما حذرت إدارة الرئيس دونالد ترامب من أن الاقتصاد الأميركي يمكن أن يتضرر لأن جزءا كبيرا من تجارته سيخضع لإجراءات انتقامية. وكان ترامب قد فرض رسوما جمركية على واردات الفولاذ والألمنيوم من حلفائه والصين، كما فرض رسوماً جمركية عقابية نسبتها 25% على بكين على 34 مليار دولار من المنتجات التي تباع في الولاياتالمتحدة، وهدد بفرض رسوم على واردات السيارات، فيما وصف الاتحاد الأوروبي بأنه «عدو» على الصعيد التجاري.