رصدت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية منذ مطلع العام الميلادي الجاري 6 حالات اعتداء واستغلال للأطفال، تنوع ظهورها في مواقع التواصل ما بين إنشاء وإنتاج مقاطع فيديو وتوثيق مواطنين لبعض الحالات، حيث باشرت وحدة الحماية في المناطق تلك الحالات التي اتخذت فيها الإجراءات الرسمية تجاهها. يأتي ذلك في الوقت الذي جدد فيه حقوقيون من مخاوفهم من استمرار استغلال الأطفال في التصوير ومقاطع الفيديو، وانتهاك حقوقهم بعد انتشار آخر مقطع ويظهر شخصا يجبر طفلا على التدخين. تطبيق نظام حماية الطفل قال الناشط الحقوقي والمستشار القانوني سعيد آل مستور ل«الوطن»، إن استغلال براءة الأطفال في بعض المقاطع أمر يدعو بالفعل إلى تطبيق نظام حماية الطفل، فمن المفترض أن تكون المشاهد التي يظهر فيها أطفال مناسبة للجميع ولا يوجد فيها ما يسيء إلى براءتهم. وأضاف: أن المقاطع التي تظهر فيها دعوات للفساد والرذيلة وتتضمن مفاهيم هدامة لأخلاق الأطفال، يجب التصدي لها بقوة ولمن قام بتصويرها بموجب نظام حماية الطفل من الإيذاء، كما أن كثيرا من المقاطع مخالفة للآداب العامة وتشجع الأطفال على الانحراف. حقوق الطفل أما المحامي فهد العتيبي فأكد أن نظام حماية الطفل الصادر في عام 1436، يهدف لحماية الصغار من الإساءة والاستغلال، مشيرا إلى أن المملكة ملتزمة بما أقرته الشريعة الإسلامية والأنظمة والاتفاقات الدولية التي وقعت عليها، إذ إنها توجب الحفاظ على حقوق الطفل وحمايته من كل أشكال الإيذاء والإهمال. وأكد العتيبي أن نظام حماية الطفل يحظر إنتاج ونشر وعرض وتداول وحيازة أي مصنف مطبوع أو مرئي أو مسموع، موجه للطفل بما يزين له مخالفة النظام العام أو الآداب العامة، ويعتبر من مهام وزارة الثقافة والإعلام مراقبة ما يعرض في هذا الشأن. وأضاف: يجب على الجهات ذات العلاقة اتخاذ التدابير اللازمة لضمان التزام والدي الطفل أو من يقوم على رعايته بتحمل المسؤولية تجاهه، وحفظ حقوقه وحمايته، فيما تتولى النيابة العامة التحقيق في مخالفات حماية الطفل وإقامة الدعاوى أمام الجهات المختصة. الوعي الكافي قالت المتخصصة في علم الاجتماع حنان الجهني ل«الوطن»، إن الإعلام الجديد مصطلح جديد نوعا ما على غالبية شرائح المجتمع السعودي، الأمر الذي ينتج عنه سوء في استخدامه ما يترتب على ذلك عدة أضرار اجتماعية وسلبيات نفسية. وأضافت: الكل يجب أن يكون مسؤولا عن ما تلتقطه الكاميرا الخاصة به، خصوصا عندما يقحم الأطفال في مشاهد أو مقاطع سواء كانت جدية أو تمثيلية، مشيرة إلى أن هذه المقاطع في الغالب لا قيمة لها، ولا هدف سوى التهريج من أجل الظهور بشكل يلفت انتباه أكبر قدر ممكن من المشاهدين. وأضافت: هذا الاندفاع وراء تصوير مقاطع مسيئة للأطفال ما هو إلا استغلال، وابتزاز لبراءة ونقاء الطفولة من أجل عيون الشهرة الوهمية والثراء الفاحش، ويتجاهل البعض أن مثل هذه الأمور ستؤثر عليهم مستقبلا، بشكل مؤلم وصادم نفسيا واجتماعيا ولن يزول بسهولة. وتابعت: لنأخذ على سبيل المثال مقطع إجبار طفل صغير جدا على التدخين، فهذا المقطع فيه امتهان للطفولة وخدش تام لبراءتها، لذا يجب أن تسن قوانين رادعة وصارمة من أجل حماية الأطفال، من كل من يستغلهم في أعمال إعلامية غير هادفة وغير مناسبة لأعمارهم وإدراكهم، ويهمنا أيضا التأكيد على أن تتضافر الجهود من الجميع من أجل الوعي المجتمعي المبكر في مواجهة ما يستجد من ظواهر وملاحظات غير لائقة أو غريبة والتي تتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية.